الأحد، 17 يونيو 2012

المغرب أولا إلا في الديموقراطية

كثيرا ما قرأنا وسمعنا في وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة عن كون بلدنا الحبيب المغرب يحتل مراتب متقدمة على الصعيد العربي والدولي في أمور عدة إلى درجة خولت له دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية، مراتب لاشك تقلدها المغرب بفعل مجهودات وتضحيات جسيمة للمسؤولين والمؤسسات الوطنية التي تشتغل ليل نهار بصفتها ممثلة وراعية لمصالح الأفراد والعباد.

فالمغرب على سبيل المثال هو أول بلد عربي يقام فيه موسم خاص بالخمور بمدينة الدار البيضاء، وهذه سابقة من نوعها لم تخطر على قلب عربي مسلم. والمغرب أول بلد عربي تقام فيه أضخم قصعة للكسكس بمدينة أكادير. والمغرب أول بلد عربي تباع فيه المخدرات بأنواعها وسط المؤسسات التعليمية بدون رقيب ولا حسيب. والمغرب أول بلد عربي يقام فيه عرس للشواذ أو ما يسميه البعض بالزواج المثلي في واضحة النهار وبتغطية إعلامية بمدينة القصر الكبير شمال المغرب. والمغرب أول بلد عربي تكتسح الرشوة والفساد مؤسساته العمومية، إذ صرح وزير العدل مؤخرا أن الرشوة على رأس القضايا المعروضة أمام المحاكم. والمغرب أول بلد يحارب الصحافة المستقلة ويحاول إقبارها وإسكاتها بشتى الوسائل، وقضية جريدة المساء وأصوات مراكش خير دليل على ذلك.. والمغرب أول بلد يلفظ فيه لاعب كرة القدم أنفاسه وسط الملعب وتحت أنظار الجميع، في غياب تام لوسائل الإسعاف الضرورية واللازمة. والمغرب أول بلد لا تقسم فيه ثرواته بالعدل بين مواطنيه، والامتيازات الممنوحة لبعض المواطنين على حساب الآخرين شاهد على ذلك. والمغرب أول بلد عربي يعترف نظامه بارتكاب تجاوزات وخروقات في حقوق الإنسان ويعد بإحداث قطيعة مع الماضي وإعادة رد الاعتبار للضحايا بعقد مصالحة وطنية، والقيام بإصلاحات جذرية من أجل التغيير والنهوض بكافة القطاعات، لكن الواقع يكذب زيف هذه الشعارات المرفوعة. والمغرب أول بلد عربي تعجز حكومته عن حل مشكلة المعطلين حملة الشواهد العليا المرابطين أمام قبة البرلمان. لكن مادمت في المغرب فلا تستغرب. بقي شيء واحد لم نقرأ ونسمع عنه بعد، لابد أن مسؤولينا تناسوه أو لم يدرجوه ضمن قائمة الأهداف المسطرة للمملكة الشريفة: المغرب أول بلد ديموقراطي، يالها من كلمات خفيفة على اللسان، عصية وغريبة عن القاموس المغربي، نتمنى أن تستعرب هذه الديموقراطية وتدخل إلى قاموسنا العربي مادامت دخيلة وغريبة بل ومستوردة أيضا. ولتفرض جدلا أنها عربت فهل سيستسيغ مسؤولينا ذلك ؟
 بقلم شامان...

هناك تعليقان (2):

  1. كثيرة هي مواقع الريادة حتى انها تستعصي على العد لكن على الورق فقط ،حتى ان المسؤولين استحلوا عبارة التميز المغربي في كل شيء...
    لن يتغير شيء ما لم نغير انفسنا ,,,,
    تحياتي لك سي اسماعيل

    ردحذف
  2. اسماعيل عبد الرفيع18 يونيو 2012 في 10:20 ص

    صحيح أستاذي الفاضل فالله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ما نرجوه أن يكون ذلك قريبا، لأننا سئمنا هذا الوضع البغيض الذي نعيشه...

    ردحذف