النص الأدبـي بين النقد الأدبي وتاريخه ونظريته
لا يجادل اثنان على أن النقد الأدبي وتاريخ الأدب ونظريته حقول ثلاثة تتعانق، وتتنافذ، وتتكامل، فكل منها تدعوه الحاجة إلى الآخر، ولا يمارس بمعزل عن غيره، فهي حقول متمايزة، لكنها متآخذة متقاطعة… إلى درجة حدت بالبعض إلى الخلط بينها، لأنه على الرغم من تلك العلاقة المتواشجة والمتداخلة بين تلك الحقول المعرفية الثلاثة، فذلك لا ينفي وجود فروق جوهرية بينها.
فالنقد الأدبي / الدراسة الأدبية باعتباره خطابا على خطاب، أو خطاب مقاربة يعانق خطاب الإبداع، ويرتبط به، يختلف عن تاريخ الأدب ونظريته، إذ النقد الأدبي ينشغل أساسا بالانكباب على الإنتاجات الأدبية عرضا، وتفسيرا، وتحليلا، ومقارنة، وتقييما، استنادا إلى الأسس والمؤهلات الضرورية لأية ممارسة نقدية…
وتاريخ الأدب ينشغل بالدراسة الخارجية التتبعية للنصوص الأدبية في تطورها التاريخي كليا أو جزئيا، بشكل أفقي أو عمودي، بمعنى دراسة النصوص خلال فترة أو على امتداد فترات، وذلك من وجهة المسافة الخاصة بالأدب في علاقته معه المراجع الخارجية، مما لايجعلنا أقرب إلى عالم الأدب، الذي يعنى مؤرخه بمساراته وسيروراته. وإن كان “ياوس” يرفض أن يحصر هذا العلم في خانة التتبع الكرونولوجي للآثار، أو إبراز التاريخ العام على النصوص الأدبية، فإنه يحرص على أن يجعل تاريخ الأدب بمنزلة تحديد العلاقات الممكنة بين أفق العمل الفني وأفق انتظار المتلقين، وما الاستجابة والتخييب والتغيير إلا ملامح بارزة في مكونات تاريخ الأدب.
أما نظرية الأدب فهي تعنى باستخلاص الخصائص العامة في أجناس الأدب، وبالقيم الأدبية، أي بما يجعل الأدب أدبا،إنها مجموع التصورات والأفكار ذات الطبيعة المتماسكة المتجانسة فيما يخص ماهية الأدب ووظيفته وخصائصه وأجناسه.
وإذا كان النص الأدبي مدونة حدث كلامي مغلق ذي وظائف متعددة.
- حدث: يعني أنه يقع في زمان ومكان معينين لا يعيد نفسه إعادة مطلقة مثله في ذلك مثل الحدث التاريخي.
- تواصلي: يهدف إلى توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب… إلى المتلقي.
- تفاعلي: على أن الوظيفة التواصلية – في اللغة- ليست هي كل شيء، فهناك وظائف أخرى للنص اللغوي، أهمها الوظيفة التفاعلية التي تقيم علاقات اجتماعية بين أفراد المجتمع وتحافظ عليهما.
- مغلق: نقصد به انغلاق سمته الكتابية اغلأيقونية التي لا بداية لها ولا نهاية، ولكنه من الناحية المعنوية هو:
- توالدي: إن الحدث اللغوي ليس منبثقا من عدم وإنما هو متولد من أحداث تاريخية ونفسانية ولغوية، وتتناسل منه أحداث لغوية أخرى لاحقة له.
فإن منافذته ومقاربته تقتضي استحضار هذه الحقول المعرفية الثلاث. فكيف تتداخل إذن هذه الحقول المعرفية الثلاث في نص “أنشودة المطر” لبدر شاكر السياب؟
هذا ما سنحاول مقاربته في المقالة الموالية إن شاء الله…
لا يجادل اثنان على أن النقد الأدبي وتاريخ الأدب ونظريته حقول ثلاثة تتعانق، وتتنافذ، وتتكامل، فكل منها تدعوه الحاجة إلى الآخر، ولا يمارس بمعزل عن غيره، فهي حقول متمايزة، لكنها متآخذة متقاطعة… إلى درجة حدت بالبعض إلى الخلط بينها، لأنه على الرغم من تلك العلاقة المتواشجة والمتداخلة بين تلك الحقول المعرفية الثلاثة، فذلك لا ينفي وجود فروق جوهرية بينها.
فالنقد الأدبي / الدراسة الأدبية باعتباره خطابا على خطاب، أو خطاب مقاربة يعانق خطاب الإبداع، ويرتبط به، يختلف عن تاريخ الأدب ونظريته، إذ النقد الأدبي ينشغل أساسا بالانكباب على الإنتاجات الأدبية عرضا، وتفسيرا، وتحليلا، ومقارنة، وتقييما، استنادا إلى الأسس والمؤهلات الضرورية لأية ممارسة نقدية…
وتاريخ الأدب ينشغل بالدراسة الخارجية التتبعية للنصوص الأدبية في تطورها التاريخي كليا أو جزئيا، بشكل أفقي أو عمودي، بمعنى دراسة النصوص خلال فترة أو على امتداد فترات، وذلك من وجهة المسافة الخاصة بالأدب في علاقته معه المراجع الخارجية، مما لايجعلنا أقرب إلى عالم الأدب، الذي يعنى مؤرخه بمساراته وسيروراته. وإن كان “ياوس” يرفض أن يحصر هذا العلم في خانة التتبع الكرونولوجي للآثار، أو إبراز التاريخ العام على النصوص الأدبية، فإنه يحرص على أن يجعل تاريخ الأدب بمنزلة تحديد العلاقات الممكنة بين أفق العمل الفني وأفق انتظار المتلقين، وما الاستجابة والتخييب والتغيير إلا ملامح بارزة في مكونات تاريخ الأدب.
أما نظرية الأدب فهي تعنى باستخلاص الخصائص العامة في أجناس الأدب، وبالقيم الأدبية، أي بما يجعل الأدب أدبا،إنها مجموع التصورات والأفكار ذات الطبيعة المتماسكة المتجانسة فيما يخص ماهية الأدب ووظيفته وخصائصه وأجناسه.
وإذا كان النص الأدبي مدونة حدث كلامي مغلق ذي وظائف متعددة.
- حدث: يعني أنه يقع في زمان ومكان معينين لا يعيد نفسه إعادة مطلقة مثله في ذلك مثل الحدث التاريخي.
- تواصلي: يهدف إلى توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب… إلى المتلقي.
- تفاعلي: على أن الوظيفة التواصلية – في اللغة- ليست هي كل شيء، فهناك وظائف أخرى للنص اللغوي، أهمها الوظيفة التفاعلية التي تقيم علاقات اجتماعية بين أفراد المجتمع وتحافظ عليهما.
- مغلق: نقصد به انغلاق سمته الكتابية اغلأيقونية التي لا بداية لها ولا نهاية، ولكنه من الناحية المعنوية هو:
- توالدي: إن الحدث اللغوي ليس منبثقا من عدم وإنما هو متولد من أحداث تاريخية ونفسانية ولغوية، وتتناسل منه أحداث لغوية أخرى لاحقة له.
فإن منافذته ومقاربته تقتضي استحضار هذه الحقول المعرفية الثلاث. فكيف تتداخل إذن هذه الحقول المعرفية الثلاث في نص “أنشودة المطر” لبدر شاكر السياب؟
هذا ما سنحاول مقاربته في المقالة الموالية إن شاء الله…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق