الجمعة، 5 أكتوبر 2012

تحليل مبسط لقصيدة "أثريت مجدا" للبارودي

    عاشت القصيدة العربية مرحلة طويلة من الضعف والتدهور والتخلف في عصر الانحطاط، ولما حل عصر الانبعاث، استعادت شيئا من بريقها، وقوتها التعبيرية من جديد، ويعد محمود سامي البارودي – بشهادة عدد من النقاد – أحد الرواد الأوائل الذين كان لهم الفضل الكبير في إحياء الشعر العربي، فقد رد إليه ما كان له في أزهى عصوره من القوة والفتوة، والبهجة والجزالة والأناقة بشاعرية متوقدة، ومعارضة لبعض القدامى، واندماج في الحياة الاجتماعية والسياسية... فهل تجسد قصيدته "أثريت مجدا" هذه المواصفات ؟

     المؤشرات الخارجية للنص توحي بأن البارودي يحاول تصوير تجربته في المنفى، وإبراز تطلعاته وانتظاراته.  والمتأمل في هذه القصيدة، يدرك من الوهلة الأولى أن شكلها لا يختلف في شيء عن القصائد العربية القديمة، فهي من الشعر العمودي التقليدي الذي يقوم على نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي.
كما أن قراءة الأبيات (13-15-19) على سبيل المثال، تفضي إلى استنتاج مفاده أن ثمة مواقف مختلفة وأبعادا متعددة، ومعاني متنوعة، تختزل تجربة الشاعر في المنفى وتعلن عن أحواله النفسية وانفعالاته الداخلية ومواقفه من الحياة والناس. وهذا يعني أن مضامين القصيدة ليست واحدة، وإنما هي متنوعة، وتلك سمة من سمات القصيدة الكلاسيكية.
وبالعودة إلى القصيدة نجد شاعرنا استهلها بذكر الدمع والمكابدة من جراء حرقة المنفى في جزيرة سرنديب، وما ترتب عنها من إحساس ظالم بالغربة من جهة، واشتياقه إلى الأهل من جهة ثانية. لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن شوقه إلى وطنه وأهله، لدرجة لم يعد معها قادرا على الكتمان، مشيرا في الآن ذاته إلى أن ذلك لم ينل من عزيمته وإرادته، ومشيدا بخصاله الحميدة. في الأخير يورد الشاعر انتظاراته في شكل حكمة مأثورة مفادها أن الدهر إذا غدر به، فإن الليالي لابد ستصفو يوما، فهي لا تبرح على حال.
بناء على ما سبق يتضح أن القصيدة لا تنطوي على موقف نفسي واحد، بل هي سلسة مواقف تختزل تجربة الشاعر. وتجسد قيمه الأخلاقية الحميدة. وهذه سمة أخرى من سمات القصيدة البعثية.
خدمة لهذه المضامين وظف الشاعر حقلين دلاليين هما، حقل المعاناة النفسية (دمع، مكتئب، مكابدة، لواعجه، غربة، لا رفيق، كدرتها...)، وحقل الصبر والتفاؤل (ملكت حلمي، صنت عرضي، تصفو الليالي...) والملاحظ أنه اتخذ من الصبر والتفاؤل سبيلا لتجاوز معاناته النفسية جراء المحنة.
وبالعودة إلى الجانب الفني للقصيدة نستشف أن البارودي ظل محافظا على التصوير الذي نهجه القدماء من توظيف التشبيه، نحو (كأن قلبي إذا هاج...طائر في الفخ)...، والمجاز (أثريت مجدا/ ملكت حلمي / صنت عرض...)، وكلها صور متصلة بأحاسيسه ومشاعره، ومعبرة تعبيرا صادقا عن تجربته وعاطفته، بلغة بليغة قريبة المأخذ وواضحة الدلالة. كما أنه كان حريصا على أن يختم قصيدته بحكمة مأثورة مثل ما كان يفعل أسلافه من فحول الشعراء في القديم.
معاني حاول البارودي الكشف عنها بأساليب تعبيرية تتأرجح بين: الشرط: مثل (لولا مكابدة الأشواق...)، والنداء، مثل: (فيا أخا العذل لا تعجل بلائمة)، والاستفهام: مثل: ( كيف يملك دمع العين مكتئب؟)... وهي أساليب تعكس حالته النفسية المضطربة في المنفى، حيث المعاناة والشوق إلى الوطن. ومما زاد القصيدة قوة وحيوية نبرتها الإيقاعية، إذ اختار لها الشاعر بحر البسيط، في التزام تام بوحدة الوزن والروي والقافية، ولاشك أن اختياره لحرف الباء رويا مطلقا كان موفقا  نظرا لما يحمله هذا الحرف من دلالات مختلفة (المعاناة والإحساس بالغربة والاعتزاز بالنفس). وقد يتردد هذا الحرف في بعض الأبيات ترددا ملفتا للانتباه فيضفي على القصيدة رنة متوازية، يزيدها رونقا تمثل الشاعر للتوازي بمختلف صيغه وأنواعه كما هو وارد في الأبيات (14-16-18).

     ختاما، كشف البارودي لتجربته وأحاسيسه تجاه وطنه في المنفى بهذا الشكل الذي رأيناه، لم ينسه الوفاء لتقاليد القصيدة العربية القديمة، والإخلاص لعمود الشعر العربي ولأصوله المحددة، واستلهام المعاني الشعرية الأصيلة، إلا أن هذا الحكم لا يعني أنه كان مقلدا تابعا وحاطب ليل، وإنما كان يحاول فقط إحياء إرث شعري متميز، وبعث روح جديدة فيه، مواكبة لعصره وتطلعات أقرانه.

هناك 70 تعليقًا:

  1. تحليل رائع شككككككككككككرا

    ردحذف
    الردود
    1. تحية لك أيها النكرة على زيارتك للموقع، وأتمنى أن تكون قد استفدت فعلا، وفقت للخير ودمت صديقا وفيا للموقع...

      حذف
  2. ـحياتي لك أستاذي العزيز اسماعيل
    شكرا لك على هذا التحليل المتميز الذي قارب القصيدة من مختلف الجوانب
    لدي ملاحظة : كان من الأفضل لو بدأت التحليل أو ذيلته بالنص موضوع التحليل فليس كل القراء مطلعين عليه
    و فقك الله

    ردحذف
    الردود
    1. ملاحظة في محلها أستاذ، صدقني إذا قلت لك إنني كتبتها وحذفتها بعد ذلك لكي لا أطيل على القراء، إليك بالقصيدة...

      حذف
    2. أثريت مجدا
      لكل دمع جرى من مقلتى سبـب وكيف يملك دمع العين مكتئب ؟
      لولا مكابدة الأشواق ما دمعت عين و لا بات قلب في الحشا يجب
      فيا آخا العذل لا تعجل بلائمة علي فالحب سلطان له الغلب
      لو كان للمرء عقل يستضيئ به في ظلمة الشك لم تعلق به النوب
      و لو تبيّن ما في الغيب من حدث لكان يـعلم ما يـأتي و يجتنب
      لكنه غرض للــدهر يرشـقه بأسهم ما لها ريش و لا عقب
      فكيف أكتم أشواقي و بي كلف تكاد من مسه الأحشاء تنشعب؟
      أم كيف أسلو ولي قلب إذا التهبت بالأفق لمعة برق كاد يلتهب؟
      كأن قلبي إذا هاج الغرام به بين الحشا طائر في الفخ يضطرب
      لا يترك الحب قلبي من لواعجه كأنما بين قلبي والهوى نسب
      منازل كلما لاحت مخايلها في صفحة الفكر مني هاجني طرب
      لي عند ساكنها عهد شقيت به والعهد ما لم يصنه الود منقضب
      أبيت في غربة لا النفـس راضية بها و لا الملتقى من شيعتي كثب
      أثريت مجدا فلم أعبأ بما سلبت أيدي الحوادث مني فهو مكتسب
      لا يخفض البؤس نفسا و هي عالية ولا يشيد بذكر الخامل النشب
      إني امرؤ لا يرد الخـوف بادرتي ولا يحيف على أخلاقي الغضـب
      ملكت حلمي فلم أنطق بمنـدية وصنت عرضي فلم تعلق به الريب
      فإن يكن ساءني دهري و غادرني في غربة ليس لي فيـها آخ حدب
      فسوف تصفو الليالي بعد كدرتها و كــل دور إذا مـا تمّ ينقلب


      ديوان البارودي، ص: 72 وما بعدها، تحقيق علي الجارم وممحد معروف، دار العودة، بيروت، لبنان، (د،ط)، 1992.

      حذف
    3. لو سمحت عايزه اعرف ضروري المقصود به يا أخ العذل في البيت
      *يا أخ العذل لا تعجل بلائمة
      *علي، فالحب سلطان له غلب

      حذف
    4. لو سمحت عايزه اعرف ضروري المقصود به يا أخ العذل في البيت
      *يا أخ العذل لا تعجل بلائمة
      *علي، فالحب سلطان له غلب

      حذف
  3. ta3li9 JAYID OKANCHKROKOM BZAF 3LA TA3awan merci becoupppppppp

    ردحذف
    الردود
    1. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    2. على الرحب والسعة واجبنا المساعدة والتوجيه، مرحبا بتساؤلاتكم وانتقاداتكم...

      حذف
  4. merci beaucoup professeur a cette explequation.

    ردحذف
    الردود
    1. على الرحب والسعة، مرحبا بكم على الدوام

      حذف
  5. الردود
    1. هذا واجب، مرحبا بك صديقا وفيا للمدونة

      حذف
  6. 3amal jabar .chokran lakom .wa a3anakomo allah ..atamana annaja7 liljami3

    ردحذف
    الردود
    1. merci b. wa domta sadikan wafian lilmodawana

      حذف
  7. hadchiiiiiiiiii mzn mai na9sah chii hajja such as faradiiya o sou2al maftouh fe conclusion ozid oziiid

    ردحذف
    الردود
    1. اسماعيل عبد الرفيع19 ديسمبر 2012 في 12:45 م

      بعد السلام، تحية أدبية، وكرا على تجشمك عناء القراءة، أما فيما يتعلق بالملاحظات التي أبديتها، فلا بأس من مناقشتها، لكن قبل ذلك أود أن أشير إلى أن القصيدة العرية أو النص الأدبي بصفة عامة ليس له تحليل واحد وحيد، بل هو يحتمل مجموعة من التحاليل، حسب القارئ وقدرته على استكناه خبايا النص... فيما يتعلق بالفرضية اعلم حفظك الله أن الفرضية لا ينقط عليها في الامتحان، سواء وضعتها أم لا، لكني أطرح السؤال الآتي ماجدوى وضع الفرضية لنص اطلعت عليه وفهمته ؟ الفرضية نضعها لنص لم نطلع عليه بعد....أما فيما يتعلق بالسؤال فيستحسن طرح السؤال أوالأسئلة التي ترى أنها منماسبة وموجهة للموضوع، بحيث تطرح التساؤل الذي ترى نفسك أهلا للإجابة عنه، وغالبا ما يتعلق بالمضمون، أو الخصائص التي تميز النص، وتجعله ينتمي حقا إلى التيار الأدبي الذي صنفته فيه...
      ختاما أجدد شكري... وإن كنت أنتظر منك باقي الملاحظات...

      حذف
  8. machi haja ma 9ana3nich had ata7lil dsl

    ردحذف
  9. اسماعيل عبد الرفيع21 ديسمبر 2012 في 3:25 ص

    مرحبا، شكرا على مرورك من هنا، في انتظار تعليقاتك وتساؤلاتك، وتذكر دوما أني لن أغضب أبدا من مواقفك وتعليقاتك، مهما كانت، الاختلاف لا يفسد للود قضية، فالكمال لله تعالى

    ردحذف
  10. من فضلك يا استاذ أريد بعض الأسباب المتعلقة بأزمة القراءة ;وهل نحن أمة اقرأ

    ردحذف
    الردود
    1. اسماعيل عبد الرفيع24 يناير 2013 في 5:25 م

      السلام عليكم، بداية مرحبا بك صديقا للمدونة، أما فيما يتعلق بسؤالك، فللأسف يمكن أن أؤكد لك أن أمة إقرأ أصبحت فعلا أمة لا تقرأ، لمجموهة من الأسباب والعوامل. قبل أن أذكر لك بعض الأسباب والعوامل اسمح لي أن أشير إلى أن هذه الظاهرة مستشرية في شعوب العالم بأسرها، لكن بدرجات مختلفة ومتباينة، بمعنى أنها أصبحت ظاهرة عالمية تحتاج إلى وقفة وتأمل...
      أما فيما يتعلق ببعض العوامل والأسباب فيمكن الإشارة أولا إلى العامل الذاتي، أي المتعلق بالفرد في حد ذاته، فشبابنا اليوم يفتقدون إلى الرغبة والعزيمة والدافع على القراءة، وهذا يمكن اعتباره من وجهة نظر أخرى عاملا نفسيا، راجع بالأساس إلى ما تتخبط فيه الشعوب العربية من مشاكل متعددة، أبرزها الإحساس الدائم بالهزيمة والذل والهوان، أي عدم الرضى بالواقع...العامل الثاني راجع إلى اتساع الهوة والمسافة بين الكتاب والقراء، إذ أريد للكتاب والمبدعين أن يصبحوا غرباء معزولين، العامل الثالث يمكن ربطه بالمنظومة التربوية العربية التي يرى الكثيرون بأنها لا تشجع الغرد على القراءة والمطالعة والإبداع، بقدر ما تحرص على التلقين والتعبئة والحشو... العامل الرابع يرجعه البعض إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن العربي، فأثمنة الكتب باهضة بالمقارنة مع مدخول الفرد العربي، وإن كنا نلاحظ في الدول الأوربية أو الخليجية ارتفاع المدخول الفردي، ولكن مع ذلك فالمشكل قائم، وحتى الذين يطالعون في هذه الدول يطالعون إما الصحف أو مجلات الطبخ أو الأكل، أي المطالعة التي لا تسعف على الإبداع والخلق، مطالعة للتسلية فقط. العامل السادس مرتبط بالمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في الدول العربية فهي الأخرى لا تساعد على نشر ثقافة القراءة في المجتمع، على اعتبارها غير مدرة للدخل، استهلاكية أكثر مما هي إنتاجية. العامل السابع غياب ما يسمى بثقافة القراءة في الأوساط العربية، فحتى الذين يطالعون في المجتمعات العربية لا يطالعون من أجل المطالعة، لا أعمم ولكن لنقل الأغلبية، بل يطالعون تحت الضغط فقط، إما لاجتياز امتحانات، أو بهدف النجاح أو ما شابه، أي أنه لا يطالع للتثقيف وحبا في المطالعة ذاتها... العامل الثامن يرتبط بما عرفته المجتمعات من تغير، بظهور التكنولوجيا والإنترنيت بدرجة خاصة، ناهيك عن الألعاب، ودور كرة القدم إلخ... من هذه المصائب التي ابتلينا بها من حيث لا ندري، لذلك قال بعض الحكماء، لو أن الشاب العربي يخصص للكتاب ما يقضيه من الوقت أمام المرآة لتسريح شعره والاهتمام بربطة عنقه لأبهرنا العالم بإنجازاتنا... لن أطيل عليك كثيرا، وأكتفي بهذا القدر، وأختم بقول الشاعر:
      إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

      حذف
    2. جزاك الله خيرا كلامك منطقي

      حذف
  11. لاباس به

    ردحذف
    الردود
    1. بعد التحية، أملي أن تكون قد استفدت ولو قليلا

      حذف
  12. الردود
    1. سلام تام، أرجو ذلك، هدفنا الإفادة والاستفادة

      حذف
  13. الردود
    1. شكرا على مرورك من هنا، وآمل أن تكون قد استفدت

      حذف
  14. شكرا على مرورك من هنا

    ردحذف
  15. merci beaucoup 3la had ta7lil

    ردحذف
  16. بكل فرح، زيارتك تسرنا مرحبا لك

    ردحذف

  17. سلام هل يو جد صورة بيانية في البيت الاول لكل دمع جرى من مقلة سبب

    ردحذف
    الردود
    1. سلام الله، أعتذر عن التأخر في الإجابة
      ربما البيت الأول ليست فيه أي صورة شعرية بل هو يضم ظاهرة إيقاعية تسمى بالتصريع، وهو تشابه الحرف الأخير في الصدر أي الشطر الأول ووالحرف الأخير في العجز أي الشطر الثاني من البيت الأول، والتصريع يدخل ضمن الإيقاع الخارجي للقصيدة دوره الأساس التأثير في المتلقي لأنه أول ما يطرق الأسماع والأذهان كما أنه يلفت انتباه المتلقي للاستماع لما سيأتي من أبيات

      حذف
  18. حضا سعيدا و بالتوفيق للساعين وراء نيل شهادة الباكالوريا هذا العام .

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين
      بالعمل والجد الاجتهاد الدعاء نعم مطلوب لكن لابد كذلك من بذل جهد مضاعف
      وكل صعب على الشباب يهون

      حذف
    2. شكرا على كل جهودكم وجزاكم الله خيرا

      حذف
    3. اسماعيل عبد الرفيع26 مايو 2014 في 4:43 م

      العفو، هذا واجب

      حذف
  19. شكرا لك استاذ تحليل في المستوى جزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. اسماعيل عبد الرفيع1 يونيو 2014 في 8:00 ص

      بعد السلام، آمل أن تستفيد منه، وفقكم الله للخير...

      حذف
  20. اود ان اشكر الاخ الفاضل على مجهوداته الجبارة جزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. اسماعيل عبد الرفيع5 نوفمبر 2014 في 10:59 ص

      شكرا، مرحبا بك صديق للمدونة، وفقك الله وإيانا للخير...

      حذف
  21. شكرا لك أستاذ، تحليل في منتهى الروعة

    ردحذف
    الردود
    1. بعد السلام، واجب لا داعي للشكر آمل أن تكون قد استفدت

      حذف
  22. جزاك الله خيرا chokran bzf tahlil jid nice mrc bcp

    ردحذف
    الردود
    1. بعد السلام العفو مرحبا على الرحب والسعة..

      حذف
  23. mrc bzaf ta7lil zwin o mafhom

    ردحذف
    الردود
    1. سلام آمل أن تكون قد استفدت واجبنا تبسيط الأشياء

      حذف
  24. السلام عليكم أستاذي والله العظيم ليا الشرف ان أتواصل معك والله اعجبني تحليلك لقصيدة البارودي وجزاك الله ألف خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك... أمين عندي طلب أرجو أخذه بعين الإعتبار اريد الإجابة على أسئلة قصيدة البارودي *أثريت مجداً* وربنا يجعلو في ميزان حسناتك أمين
    القصيدة:
    أجب عن موضوع على الخيار
    الموضوع الأول
    النّصّ:1 يقول البارودي :
    • لكُلِّ دمـــــعٍ جـــــرى من مُقــلةٍ سَبَبُ *** وَكَيفَ يَملِكُ دَمْعَ العـِـــــينِ مُكْتَئبُ؟
    • لَــــوْلا مُكَابــــدةُ الأَشْـــواقِ ما دَمعتْ *** عينٌ ولا باتَ قلبٌ في الحشَا يَجِبُ
    • لــــو كانَ للمرءِ عقــلُ (يَسْتضئُ بــهِ) *** في ظلمةِ الشَّكِ لم تَعْلَقْ به النُّــوَبُ
    • ولو تَبينَ مــــا في الغيبِ من حــــدثٍ *** لكـــــانَ يعــــلمُ ما يأتـــي ويجتنبُ
    • لكنـَّــهُ غـَــــــرَضٌُ للدهرِ يرشـــــــقُهُ *** بأسْـــــهُمٍ مالـــها ريشٌُ ولا عُقَـــبُ
    • فكيفَ أكتـــمُ أشواقِي؟ ومــا بي كلفٌُ *** تكادُ مـــن مسّـــهِ الأحشاءُ (تنْشعبُ)
    • أمْ كيفَ أسلو ؟ ولي قلبٌ إذا التَهبـتْ *** بالأُفْــــقٍ لمعةُ بــــرقِ كاد يلتهــبُ
    • وعـــادَ ظنّي عليلاً بعد صحّتـــــــــهِ *** والظّـــنّ يبعُدُ أحيـــــانا ويقتــــربُ
    • أضعتمـــوني وكانت لي بكم ثقــــــةٌ *** متى خفـــــرتم ذمام العـهد يا عربُ؟
    • أليس في الحقّ أن يلقى النزيل بكــم *** أمنـــاً إذا خـــاف أن ينتابه العطــبُ ؟
    • ومن عجائبِ ما لقيت مــن زمنــــي *** أنّــــــي مُنيتُ بخطبٍ أمـــرُهُ عجبُ
    • لم أقترفْ زلّةً تقضي عــليّ بمــــــا *** أصبحتُ فيه فماذا الويــــل والحربُ ؟
    • فهل دفاعي عن ديني وعن وطني *** ذنبٌُ أُدانُ بــــه ظُلــــماً وأغتــــربُ؟
    الأسئـــــــــلة:
    البناء الفكري:
    1) ما مصدر دموع الشاعر ؟ مثل لذلك من النص.
    2) بما علل الشاعر عجزه عن رد ما حل به ؟ اشرح
    3) حاول الشاعر الدفاع عن نفسه والظهور بمظهر البريء . أين تجد ذلك ؟
    4) ما غرض القصيدة وما نمطها؟ مع التعليل والتمثيل
    5) لخص مضمون الأبيات الثلاثة الأخيرة بأسلوبك الخاص
    البناء اللغوي :
    1) ما علاقة الحكمة الواردة في البيت الأول بما جاء في البيت الأخير ؟ وعلام يدل ذلك ؟
    2) أعرب ما بين قوسين إعراب جمل وما خط تحته إعراب مفردات.
    3) بين معاني حروف الجر في العبارات التالية: ( جرى من مقلة),(لو كان للمرء عقل),(يرشقه بأسهم)
    4) في البيت الأول مجاز مرسل , حدده , واذكر علاقته تم بين بلاغته.
    5) ما نوع الأسلوب في قوله " أضعتموني وكانت لي بكم ثقة" وما غرضه البلاغي ؟
    6) أدرس البيت الأول عروضيا
    التقويم النقدي :
    قال المتنبي: كيف الرّجاء من الخطوب تخلّصا **** من بعد ما أنشبْن فيّ مخالبا؟
    ونصبنني غرض الرماة تصيبني **** محنٌُ أحدّ من السيوف مضاربا
    دل على نظير هذه المعاني في النص وماذا تسمى هذه الظاهرة بلاغيا ؟ ماذا تستنتج؟
    بالتوفيق

    ارجو الإجابة اليوم ربنا يسترك

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم
      مرحبا
      البناء الفكري
      1- مصدر دموع الشاعر هو الاكتئاب والشوق إلى الوطن.. البيت الأول والثاني
      2- علل الشاعر عجزه عن رد ما حل به بحبه لوطنه وجهله بقدره.
      3- حاول الشاعر الدفاع عن نفسه والظهور بمظهر البريء حيث إن أحشاءه تكاد تنشعب من حبه لوطنه، وفكره كله منشغل بوطنه، ودفاع بقلمه عن وطنه ودينه ليس ذنبا يستحق العقاب بل هو شرف
      4- غرض القصيدة هو غرض جديد يعرف بالشعر القومي أو الوطني وهو ملمح تجديدي عند مدرسة البعث والإحياء التي يعتبر البارودي رائدا من روادها البيت الأخير خير دليل على ذلك
      5- مضمون الأبيات الأخيرة نلاحظ أن الشاعر يتعجب مما أصابه( النفي والإبعاد) بسبب دفاعه عن وطنه ودينه بل يستنكر هذا المآل، فعوض أن يكرم ويوشح بوسام نفي وعذب وأبعد عن وطنه وهذا ظلم كبير
      البناء اللغوي:
      1- العلاقة بين البيت الأول والأخير هي علاقة تكامل فالدفاع عن الوطن والدين نتيجته البكاء والعذاب والمعاناة بسبب النفي فالبيت الأخير يوضح سبب البكاء والمعاناة.

      حذف
    2. البناء اللغوي:
      1- العلاقة بين البيت الأول والأخير هي علاقة تكامل فالدفاع عن الوطن والدين نتيجته البكاء والعذاب والمعاناة بسبب النفي فالبيت الأخير يوضح سبب البكاء والمعاناة.
      2- الإعراب:
      - يستضيء به: فعل مضارع مرفوع. وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. به: جار ومجرور متعلق به. والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.
      - تكاد... (تنشعب): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد
      - أشواقي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتلكم منع من ظهورها الاتصال بضمير المتكلم الياء وهو مضاف الياء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.
      - وطني: اسم مجرور بحرف الجر قبله عن. وعلامة جره كسرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم بعده.وهو مضاف الياء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.
      3- معاني حروف الجر:
      جرى من مقلة: من هنا تفيد الابتداء ابتداء نزول الدموع
      لو كان للمرء عقل: اللام هنا تفيد الجر
      يرشقه بأسهم: الباء تفيد الاستعانة.
      4- المجازالمرسل في قوله دمع جرى، فالدمع لا يجري الأصل اغرورقت عينه بالدموع إشارة إلى حزنه ومعاناته، فحزن القلب دليله العين، أي أن الشاعر حزين
      5- نوع الأسلوب في قوله: "أضعتموني وكانت لي بكم ثقة" الشاعر هنا يتحسر على مصيره وما أصابه بسبب إخوته العرب الذين وثق بهم، فما كان منهم إلا أن تنكروا له.. فخاب ظنه وخاب أمله فيهم.
      6- الدراسة العروضية للبيت الأول تكشف على أن القصيدة نظمت على وزن البحر البسيط مستفعلن فاعلن نستفعلن فعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

      حذف
    3. التقويم النقدي:
      لكنه غرض للدهر يرشقه بأسهم ما لها ريش ولا عقب
      هذه الظاهرة تسمى بالاقتباس، وهذا دليل قاطع على أن الشاعر البعثي البارودي تأثر بالشعراء القدامى كالمتنبي، وهنا نستحضر هدف مدرسة البعث وهو إحياء الشعر العربي القديم، ومن طرق الإحياء التي لجأ إليها شعراء البعث الاقتباس من الشعر القديم دلالة على إعجابهم به، بله وتأثرهم الكبير بالقديم

      حذف
  25. رسالة أبعثها مليئة بالحبّ والتّقديروالاحترام، ولو أنّني أوتيت كلّ بلاغة وأفنيت بحر النّطق في النّظم والنّثر لما كنت بعد القول إلّا مُقصّراً ومُعترفاً بالعجز عن واجب الشّكر.

    ربي يجازيك كل خير ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتك - السلام عليكم -

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام العفو طريق الهداية.. مرحبا بك
      أملنا أن تعم الفائدة ونتبادل التجارب والآراء
      موفقة إن شاء الله

      حذف
  26. السلام عليكم شكرا على التحليل الجميل ارجو الإجابة على سؤالي ماهي المظاهر الاتباعية في قصيدة سامي البارودي من البيت الأول إلى البيت الثامن ارجو الإجابة اليوم اذا أمكن

    ردحذف
    الردود
    1. ظاهر الاتباع:
      أولا من حيث الشكل إذ ااعتمد البارودي على نظار الشطرين المتناظرين ووحدة الوزن والقافية
      ثانيا من حيث اللغة/ فالبارودي وظف لغة تمتح من المعجم القديم وتقتبس منه وهذا دليل على أنه تأثر بالقدامى وحاول مجاراتهم
      ثالثا من حيث الصور الشعرية: صور البارودي صور تعتمد بالدرجة الأولى على التشبيه والاستعارة، فالدهر مثلا يرشق وهذه الظاهرة قديمة معهودة في الشعر القديم
      زد على ما قيل ظاهرة التصريع في البيت الأول ونقصد به التشابه في الحرف الأخير في الشطر الأول والحرف الأخير في الشطر الثاني (الباء)
      وهي ظاهرة صوتية متعمدة يوظفها الشعراء القدامى لإثارة انتباه المتلقي لما سيأتي بعده

      حذف
  27. شکرا لک أستاذ ربنا یحفظک أتمنی أن یجعلها الله فی میزان حسناتک یارب

    ردحذف
  28. أفدتم وأبدعتم ورب الكعبة ولكم جزيل الشكر

    ردحذف
  29. شكرا جزيلا لكم على هذا التحليل الرائع

    ردحذف
  30. و نعم الاساتذة تواضعا و شرحا هنيئا لنا بك أستاذنا الفاضل

    ردحذف