الخميس، 23 مايو 2013

نموذج لتحليل مقولة من المؤلفات (اللص والكلاب):


ورد في رواية اللص والكلاب قول نجيب محفوظ:
"... وأغمض عينيه مستسلما للهواء النقي، وإذا بيد توضع على كتفه، فالتفت وراءه فرأى المعلم طرزان مادا يده الأخرى بالمسدس وهو يقول:
-         نار على عدوك بإذن الله.
فتناوله ومضى يتفحصه ويختبره، ثم سأله:
-         بكم يا معلم ؟
-         هدية
-         كلا، كل ما أرجوه أن تمهلني إلى ميسرة.." ص: 46/47.
انطلق من هذا المقطع، ومن قراءتك الرواية، ثم أنجز ما يأتي:
-         ربط المقطع بالسياق العام لأحداث الرواية،
-         إبراز دور (المعلم طرزان) باعتباره قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية وتطورها.
التحليل
   جرى الحوار أعلاه بين سعيد مهران والمعلم طرزان بعد خروج البطل من السجن، وسعيه إلى الانتقام من الخونة، الذين كانوا سببا في دخوله السجن. والمعلم طرزان من القوى الفاعلة التي ظلت وفية لسعيد مهران ولم تغير مبادئها. كيف أسهمت هذه القوة إذن في تطور أحداث الرواية ونموها ؟
   إن الدارس لرواية اللص والكلاب يجد أنها ترصد واقع المجتمع المصري بعد الثورة، من خلال شخصية بطلة اسمها سعيد مهران، تتعرض للظلم والخيانة وتحاول الانتقام واسترجاع كرامتها، لأجل ذلك كان لزاما عليها ربط علاقات مع مجموعة من القوى الأخرى، كالمعلم طرزان صاحب المقهى، والصديق الوفي الذي حاول مساندة الشخصية البطلة معنويا، بالنصائح والإرشادات، وماديا، إذ زودها بالمسدس (هدية)، الذي يعتبر حدثا طارئا في الرواية غير مجرى الأحداث، وأسهم في تطورها بشكل لافت، بالإضافة إلى كون المقهى صلة البطل بالعالم الخارجي، بعد ارتكابه لجرائم القتل، منها يتعرف على آخر الأخبار، ونقطة التقاء سعيد بصديقته القديمة نور، التي ستدخل على الخط وتزيد الأحداث تشويقا وإثارة..
   إن المعلم طرزان بمساعدته للبطل سعيد جسد قيمة التضامن والمساعدة التي تسود بين أفراد الطبقة الفقيرة والمقهورة عندما تتعرض للظلم، إلا أنه على الرغم من تلك المساعدات لم يتمكن  سعيد من الانتقام لتهوره وتركيزه على الحلول الفردية.. 

نموذج لتحليل مقولة من المؤلفات (ظاهرة الشعر الحديث)


ورد في مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" للمجاطي:
"... ولعل في وسعنا الآن، أن نؤكد أن الشعر الحديث قد اطلع بمهمته، سواء على مستوى كشف الواقع، أو على مستوى استشراف المستقبل، فضلا عن الروافد الثقافية المختلفة التي أغنت مضمونه، وميزته عن المضامين الشعرية التي سبقته. غير أن النصفة تقتضي منا أن نسجل بأن ثمة عدة عوامل حالت بين هذا الشعر وبين أن يصل إلى الجماهير العربية، ليتحول إلى طاقة جبارة، شبيهة بالطاقة التي اعتدنا من الكلمة الصادقة أن تفجرها في كل العصور..." ص192.
انطلق من المقولة، ومن قراءتك المؤلف النقدي، ثم أنجز ما يأتي:
-         ربط القولة بسياقها، داخل المؤلف،
-         تحديد أهم العوامل التي حالت دون وصول الشعر الحديث إلى الجماهير العربية،
-         بيان المنهج الذي اعتمده في دراسة ظاهرة الشعر الحديث.
التحليل

   وردت المقولة أعلاه في آخر الفصل الثالث، في إطار حديث المجاطي عن تجربة الموت والحياة، باعتبارها تجربة رائدة مميزة، حاولت رصد الواقع العربي والتنبؤ بمستقبله، مستفيدة من مجموعة من العوامل كالاحتكاك الثقافي، وعامل المعرفة، إلا أنه يشير كذلك إلى أن هنالك جملة من الأسباب حالت دون انتشار هذه التجربة بين الجماهير العربية، فما هي هذه الأسباب، وما هو المنهج المعتمد في دراسة هذه الظاهرة الشعرية الجديدة؟
   إن تجربة الشعر الحديث كما جاء على لسان المجاطي تجربة فريدة متميزة عن سابقاتها شكلا ومضمونا، على اعتبار أنها جاءت مسايرة للتغيرات والتحولات التي عرفها المجتمع العربي، لولا بعض العوامل التي حالت دون وصولها إلى الجماهير العربية، ومن هذه العوامل التي أشار إليها المجاطي نذكر: عامل ديني قومي متعلق بالخوف من أن تكون وراء هذا التيار الشعري محاولة لتشويه الشخصية الدينية والقومية، بالاجتراء على التراث. وعامل ثقافي مرتبط أساسا باقتناع بعض العراء والنقاد بجماليات الشعر القديم، جعلهم يرفضون أي محاولة تجديدية، مهما كان هدفها. وعامل سياسي مصدره خوف الحكام من المضامين الثورية لهذا الشعر، يعكسه مصادرة بعض الدواوين الشعرية أو منع دخولها إلى بعض الأقطار العربية. إلا أن أهم عامل حسب المجاطي هو الوسائل الفنية المستحدثة التي توسل بها الشعراء للتعبير عن تجاربهم.
   صفوة القول إن المجاطي باعتباره شاعرا حديثا حاول الدفاع عن التجربة الحديثة وتلمس الأعذار لها، بهدف تسويقها. لأجل ذلك استنجد بالمنهج التاريخي بتتبعه لمسار الشعر العربي، والمنهج الاجتماعي حين حاول ربط الظاهرة الأدبية بمحيطها، ناهيك عن المنهج النفسي، في سياق حديثه عن تجربة الغربة والضياع وتجربة الحياة والموت. 

الخميس، 16 مايو 2013

هل للشباب دور حتى يشارك ؟

    يكتسي الشباب أهمية بالغة داخل المجتمع باعتباره الركيزة والدعامة الأساس لأي مجتمع إنساني، مكانة تبوبها الشباب بفعل قدرتهم الكبيرة على التأثير في المجتمع إن سلبا أو إيجابا، ما يحتم على المجتمع التعامل مع هذه الفئة معاملة خاصة بهدف احتوائها ومساعدتها على الاندماج والعطاء، وكذا تسخير قدراتها ومؤهلاتها لخدمة الصالح العام..ما يدل على أن العلاقة بين الشباب والمجتمع علاقة تأثيرية تأثرية مبنية على التواصل الفعال، لهذا نلاحظ أن المجتمعات التي لا تبوئ فئة الشباب المكانة اللائقة بها تتخبط في مشاكل جمة تعيق توازنها وتقدمها، والمجتمع المغربي واحد من هذه المجتمعات التي لم تحسن الاستفادة من هذه الثروة البشرية الهائلة التي حباه الله بها، حيث إن ما يزيد على ثلثي شبابه يرزح تحت آفة البطالة، البطالة التي ما فشت في مجتمع من المجتمعات إلا أخلت بتوازنه وعجلت بتقهقره وفنائه. لكن إعمال النظر في هذا الغول المسمى بالبطالة ما دام أنه أبرز مظهر من مظاهر اختلال توازن المجتمع المغربي يدفعنا للتساؤل عن المسؤول الحقيقي عنه، فهل المجتمع هو المسؤول الأول والوحيد عن هذا المشكل ؟ أم أن الشباب الفئة المعنية بالضبط هي المسؤولة عن ذلك ؟ أم أن المسؤولية مشتركة بين أطراف هذه المعادلة ؟
في الحقيقة لا أحد ينكر أن المجتمع هو المسؤول الأول عن تفشي ظاهرة البطالة بين أفراده، لأنه لم يبادر إلى اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لتفادي الوقوع في أحضان البطالة المترصدة، من ذلك مثلا: نهج سياسة تشغيلية تراعي العرض والطلب،الحرص على جلب استثمارات خارجية، بناء مؤسسات اقتصادية تساهم في توفير مناصب شغل تكون في متناول الجميع. لكن أيكون المجتمع بهذا قد وفق في القضاء على البطالة ؟
لاشك أن المجتمع في هذه الحالة يكون قد قام بدوره وواجبه، إلا أن هذا لا يعفي الشباب من التجاوب مع هذه المبادرة – إن هي حصلت فعلا نحن نفترض فقط -، معنى ذلك أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الشباب للمساهمة بشكل إيجابي في القضاء والتغلب على مشكل البطالة. فكيف يمكن للشباب أن يكونوا فاعلين ومساهمين إلى جانب مجهودات المجتمع في الخروج والتملص من بوثقة البطالة التي لا تحمد عقباها ؟
أغلب شباب المجتمع المغربي ينظر إلى الواقع نظرة سوداوية تشاؤمية تحول دون مشاركته في صنع القرار، نظرة قد تدفع به أحيانا إلى التفكير في التخلي عن الوطن والبحث عن بديل كالهجرة إلى الخارج مثلا، أو العيش في العالم الآخر، عالم اللاوعي، عالم المخدرات والكحول، العالم المثالي – في نظرهم طبعا – ظنا منهم أن من شأن هذا التخفيف من عبئ وتبعات البطالة، بل أكثر من ذلك إنهم يعتبرون هذا هو الحل الأمثل والأنسب وما هو بذلك !
إن مشكل البطالة مشكل قائم والمجتمع واقع يقتضي من الشباب المواجهة والمشاركة فيه قصد إيجاد وسائل وسبل من شأنها التخفيف أو القضاء الفعلي على هذه الآفة بدل الفرار والخوف من مواجهتها باللجوء إلى العالم الآخر. إن أول خطوة مساعدة للتغلب على مشكل البطالة هي ضرورة تغيير هذه الرؤية السوداوية التي ينظر بها الشباب إلى المجتمع، لابد من إزالة تلك النظارات السوداء التي نداري بها الشمس ونحجب بها أنفسنا عن رؤية الواقع الحقيقي بدل الوهم، صحيح أن ذلك ليس بالأمر الهين لكنه ضروري يقتضي منا المحاولة، والمحاولة إذا كانت مبنية على رغبة وإرادة صادقة، وعزيمة قوية تفتت الحجر وتفجر من الأرض عيونا، لابد أن تثمر وتؤتي ثمارها إن عاجلا أم آجلا، إن الشعور بالداء والإحساس به يساعد على تشخيصه، وتشخيص الداء نصف علاجه، فإذا كان شبابنا يرغب رغبة أكيدة نابعة عن إحساس بالمسؤولية فلا أحد ولا قوة على وجه الأرض تستطيع منعه من ذلك، لأن بهذه الطريقة تذلل الصعاب وتهون، وكل صعب على الشباب يهون كما قيل، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، إذ لولا رغبة وعزيمة أولئك الفتيان ما تم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراده، وكفانا فخرا أنه عليه الصلاة والسلام نصر بالشباب. ويبقى التشبث بالأمل والحياة وطرد الأفكار السوداوية منبع ورافد الرغبة والعزيمة، ولا داعي لربط مصيرنا بمصير الآخرين عن طريق الحكم الافتراضي بوحدة المصير، فلكل مصيره ورزقه، وإلا فنحن نتعارض مع النظام الإلهي الكوني، فلنقل جميعا لا للإحباط والانهيار، الذي لن نجني من ورائه إلا الأمراض النفسية المثبطة للمعنويات.
بعد ذلك يأتي التكوين وما أدراك ما التكوين، لأنه العدة والعتاد، فشبح البطالة عدو شرس، والتغلب على العدو يقتضي خوض معركة، والظفر بالمعركة رهين بمدى تطور ونجاعة أسلحة المحارب، لهذا فالتكوين الجيد هو العدة والزاد الذي به نستطيع التغلب على ظاهرة البطالة، والحديث عن التكوين يجرنا للحديث عن الكفاءة المهنية، فالتكوين هدفه الأساس جعل الإنسان يمتلك قدرات ومؤهلات خاصة تساعده على أداء مهمة وعمل ما بشكل ناجح، إننا ونحن نتحدث عن الكفاءة لا نقصد بها التدرج في حصد الشواهد، قد تكون الشواهد عاملا مهما ومساعدا على امتلاك كفاءة محددة في مجال معين لأنها مرآة تعكس صورة صاحبها، إلا أن المرآة لا تكون صادقة دائما، وإلا فما معنى أن نجد شبابا حاصلين على الإجازة في الأدب العربي مثلا لا يحسنون التحدث والتواصل باللغة العربية الفصحى، بله كتابة طلب عمل، وقس على ذلك باقي التخصصات، وما معنى كذلك أن نجد نجارا أو بناء يتقن عمله دون امتلاك شهادة مهنية تؤهله لمزاولة هذا العمل. ما يدل على أن الشهادة ليست كل شيء، بل المزية للتكوين الذاتي والحرص على اكتساب التجارب وتنمية القدرات والمهارات الشخصية، لأن كل فرد لا شك يمتلك قدرات خاصة خفية أو جلية تتطلب شيئا من الصقل والدربة، وذلك لا يتأتى إلا بطبيعة نظرتنا للعمل التي تقتضي النظر إليه نظرة حب، فالعمل عبادة كما ينص على ذلك ديننا الحنيف، وكلما استشعر الإنسان وأحس بهذه المسؤولية تفانى وأخلص في عمله وأجاد. إن الاعتماد على النفس واتخاذ الأسباب وإيمان الشباب بقدراتهم ومؤهلاتهم الخاصة عنصر أساس وضروري لتحقيق الأهداف المسطرة سلفا، والتغلب على مشكل البطالة واحد من هذ

الجمعة، 3 مايو 2013

عن خطابِ تكسير البِنية:



يُقصَد بتكسير البنية تَحطيم مقوِّمات القصيدة القديمة وهدم بنيتها الهندسيّةِ التي تقوم على نظام الشَّطرين واطِّرادِ القافيَّة ووحدة الرويّ، وتعويضها بنظام الأسطر الشّعرية المتفاوتة التي لا تُراعَى فيها وحدة القافية والرَّويّ ، وتَخْضع في طولها وقِصرِها للدَّفْقة الشُّعورية والتّمَوُّجاتِ النَّفسية والأنساق الفكريَّة، وهكذا لم يعد الشَّاعر "حين يكتب يرتبط بشكلٍ معيّنٍ ثابتٍ للبيت ذي الشّطرين وذي التّفعيلات المتساوية العددِ والمتوازنة في هذين الشّطرينِ، وكذلك لم يتقيّد في نهاية الأبيات بالروي المتكرِّر أو المنوع على نظام ثابت" . 
لقدِ انطلقَ شُعراء الحداثة من مبدأ مُفادُه أنَّ المضامين الجديدة تتطلَّب شكلا جديدا، وهكذا ثاروا على عمود الشعر بعناصره السّبعة معتبرين أنَّه يقيد حرّية الإبداع ويمنع انطلاق فكرِ الشَّاعر وشعوره نحو آفاق الإبداع وسماوات الخلق الفنّيّ، وهكذا كان انفصال شعراء التّجربة الجديدة عن التُّراث الشّعريّ حتميّاً لسببٍ بسيط هو أنَّ"إطار شعرهم يختلف اختلافا كلّيا عن إطارِ الشِّعر القديم، وهم لم يعودوا يتّخذون ذلك الإطارَ القديمَ مثالا أعلى يُحتذى" .
                                                                                                     سعيد بكور

كيف نحلِّل مقالة نقديّة؟



المقالة النٌّقديّة هي تلك المقالة التي تعرّف بمنهجٍ نقديٍّ (اجتماعي ،بنيوي...) وتبرز خصائصه وتكشفُ مميّزاته ، فكلُّ مقالة تتناول منهجا نقديّا بوصف خصائصه والتّعريف بنشأته ورواده وطريقة مقاربته للنصوص الإبداعية- تدخل ضمن حيّز المقالة النّقدية. وطريقة تحليل المقالة النَّقدية هي نفسُها الطريقة المتّبعة في تحليل المقالة الأدبية ، ويبقى الاختلاف في التقديم الذي ينبغي أن يتطرق فيه المتعلِّم إلى التّعريف بالمنهج النّقدي، وخصائصه، ورواده، وسياقه التّاريخيّ 
                سعيد بكور  .

كيف تحلّل دراسةً أدبيّة ؟



الدّراسة الأدبية هي ذلك النّص الذي يوظّف فيه الكاتب منهجا نقديّا (بنيويّ -اجتماعيّ) ويُقارِبُ من خلاله نصّا إبداعيّا (قصة أو قصيدة أو رواية أو مسرحية)، ونتّبع في تحليل الدراسة الأدبيّة نفس الخطوات المتبعة في تشريح المقالة النقديّة والمقالة الأدبية، ونبر ذلك فيما يلي:
-
تقديم عام نعرّف فيه بالمنهج الاجتماعي أو البنيوي وظروف ظهورهما وخصائصهما وروادهما مع صياغة الفرضية اعتمادا على المؤشرات المعروفة.

+
استخراج القضية الرئيسية والقضايا الفرعية ووظيفتها (إضاءة القضية الرئيسية)؛ 
+
الخطوات المتّبعة في دراسة النّص؛

+
دراسة طرائق العرض المبيَّنة سابقا في تناول المقالة الأدبية مع إضافة الإشارة إلى الاتِّساق والانسجام ووظيفتهما في إعطاء النّص تماسكا وجعله قابلا للفهم والهضْمِ؛ 

-
تركيب النّص: وفيه نستخلص النّتائج ونحيط بالمقصدية (الانتصار للمنهج الاجتماعي أو البنيوي وقدرته على فك شفرة النصوص) مع الإشارة إلى طرائق العرض المعتمدة ، ومدى نجاح الناقد في دراسة المتن وتوظيف المنهج توظيفا يكشف عن خبايا النص المدروس ، وفي النهاية نتثبَّتُ من صحَّةِ الفرضية ونطرح سؤالا مُفادُه : هل يُسهم المنهجُ الواحد في دراسة كاملة للنّصِّ الأدبِيِّ أم لا بد من تضافر سائر المناهج ؟
                                                                                           سعيد بكور 

-كيف نُحلِّل مقالةً أدبيّة؟



المقالة الأدبية في أبسط تعاريفها هي ذلك النّص النّثريّ الذي يدرُس خصائص ومميّزات جنسٍ أدبي معيّن كالشعر أو القصة أو المسرحية ،فأيُّما نصّ يبرز خصائص شعر إحياء النموذج أو شعر تكسير البنية أو القصة فهو مقالة أدبيّة، وعادة ما نُحلّل المقالة الأدبية بالاستِنارة بالخطوات التّالية :
-التقديم: أنت مخيّر في التّقديم للمقالة الأدبيّة بين طريقتين ؛ أُبرزُهما في الآتي:
+التّعريف بفنّ المقالة الأدبية وظروف نشأته وخصائصه، والخطاب الذي تنضوي تحته (شعر الإحياء ، القصة القصيرة ، شعر الرؤيا) وأهم روادها، ثم إعطاء نبذة عن كاتب النص وبعض مؤلفاته وختم ذلك بسؤال إشكالي حول الموضوع المطروح. والانتقال بعد ذلك إلى صياغة الفرضية وبنائها اعتمادا على مؤشرات دالّة من قبيل العنوان ونُتَفٍ نلتقطها من النص ، لنفترض بناءً عليها نوعية النصّ والخطاب الذي ينتمي إليه والقضيّة التي سيعالجها ، مع طرح بعض التساؤلات وتكون غالبا مستقاةً من الأسئلة المطروحة عليك سابقا.
+التعريف بالخطاب الذي تعالجه المقالة وأهم خصائصه ورواده (القصة أو إحياء النموذج أو تجديد الرؤيا...) ، ثمّ الانتقال إلى تخصيص الكلام عن الدّراسات النّقدية التي واكبت هذا الخطاب وعرَّفت به وأهمِّ النقاد الذين اضطلعوا بذلك ، لنصل إلى صاحب النّص ونبرز دوره في التعريف بالخطاب وأهم مؤلفاته ، وختْمِ ذلك بسؤال مع صوغ الفرضية التي بيَّنها طريقة صباغتها قبلُ؛
+القضيّة الرّئيسيّة والقضايا الفرعيّة:
نضعُ اليدَ على القضيّة المحوريّة (إبرازُ خصائصِ شعرِ إحياء النموذجِ مثلا)، ونشرحها قليلا، ثمّ نمرّ إلى القضايا الفرعية أو الأفكار المحوريّة ونشرح كلّ واحدة على حدة، ونبيِّن بعد ذلك دور هذه القضايا في إضاءة القضية الرئيسية؛

+طرائقُ العرض: وهي الأساليب التي استعان بها الكاتب في شرح فكرته وتقديمها ،وغالبا ما يعتمد كاتب المقالة على ما يلي:
-أساليب التّفسير كالتعريف والوصف والسرد ، ودورُها إيضاحيّ؛
-لغة مباشرة وجمل طويلة أو اعتراضية ، غايتها الإيضاح والتّفسير؛
-توظيف الحجاج للانتصار لفكرته أو دَحْضِ فكرة مخالفة؛
-توظيف الاستشهاد والمقارنة والتّشابه ؛
-اعتماد طريقة استدلالية استنباطية أو استقرائية حسب الغاية والهدف؛
-أسلوب توسيع الفكرة وغايتها التفسير .
-تركيب النّصّ:
تلخيص النتائج والقضية المعالجة ، وتبيان المقصدية من النّص والإشارة إلى الأساليب الموظفة ومدى نجاح الكاتب في الدفاع عن أطروحته أو فشله ، ثم التثبُّت نهاية من صحة الفرضية،ولا بأس من طرح إشكالية تكون بداية لموضوع جديد.
                                                                                           سعيد بكور