الخميس، 5 مايو 2016



مقدمة عن المنهج الاجتماعي..
   لقد ظهرت في العصر الحديث مناهج نقدية حديثة، وأبرزها المنهج الاجتماعي الذي يدرس الأدب بالاستناد إلى معطيات خارجية، وبالتحديد المعطيات الاجتماعية، ولقد تطور هذا المنهج من التركيز على مضمون النص الأدبي إلى الجمع بين شكل النص ومضمونه، وكان هذه على يد لوسيان غولدمان، الذي أسهم من خلال منهجه المعروف بالبنيوية التكوينية في تطوير المنهج الاجتماعي، ولقد اثر في عدد كبير من النقاد العرب ومنهم المغاربة بشكل خاص، مثل نجيب العوفي وحميد لحمداني... فما هي القضية التي يعالجها النص؟ وإلى أي حد استطاع الناقد تطبيق المنهج الذي يعتمده في هذه الدراسة؟ وما هي الوسائل والتقنيات التي توسلها الناقد في عرض القضية ؟  


مقدمة عن المنهج البنيوي..
يعتبر المنهج البنيوي من المناهج النقدية التي تدرس النص الأدبي من الداخل، خلافا للمناهج التقليدية، كالمنهج الاجتماعي والنفسي، التي تنظر للنص الأدبي باعتماد معطيات خارجية عنه، وترجع الإرهاصات الأولى للبنيوية إلى العقد الثاني من القرن العشرين عندما ظهر كتاب محاضرات في علم اللغة العام، لعالم اللسانيات البنيوية فردناند دوسوسير الذي يعتبر الكتاب التأسيسي للبنيوية، وكان صاحبه يرى بأن دراسة اللغة يجب أن تكون لذاتها ومن أجل ذاتها، بصرف النظر عن الشروط الاجتماعية والنفسية، وقد تأثر المنهج البنيوي بهذه الأفكار عندما أسس صرحه النظري على مبدأ دراسة النص ولا شيء غير النص، مستبعدا الشروط الاجتماعية والنفسية وحتى حياة المؤلف الذي أعلنوا موته، ومن أبرز رواد هذا المنهج في الثقافة الغربية نذكر الناقد الفرنسي رولان بارت، وجوليا كرستيفا، وتيزفتان تودروف، وقد انتقل هذا المنهج إلى الثقافة العربية بفعل الترجمة وتطور النقد الجامعي، وقد عرف  انتشارا واسعا منذ سبعينيات القرن العشرين إلى اليوم، ومن بين رواده في الثقافة العربية محمد مفتاح وعبد السلام المسدي وسعيد يقطين، وصلاح فضل... فما هي القضية الأساس في هذا النص وما عناصرها ؟ وما هي الوسائل والتقنيات التي اعتمدها في عرض القضية ؟   

الأربعاء، 6 يناير 2016

مهرجان الهرمة بقصر تفركالت خزان الذاكرة الدرعية


بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف تكتسي درعة حلة بهية، وتنطلق الأفراح في كل مكان فرحا وتعظيما لهذه المناسبة الدينية الغالية التي غيرت مجرى العالم، ومهرجان الهرمة بقصر تفركالت بجماعة مزكيطة بزاكورة واحد من هذه الاحتفالات الشعبية المرتبطة بهذه الذكرى، حيث التقاليد الراسخة والعادات والتقاليد المعبرة عن الوعي الجمعي لساكنة درعة، مهرجان كبير بعمق إفريقي، أمازيغي،عربي، ديني، فني، تمتزج فيه التقاليد والثقافات والعادات، معبرة عن التعايش السلمي والمتجدر للأجناس والأعراق المختلطة لساكنة واحة درعة، مناسبة تحمل من الحقائق والدلالات الشيء الكثير، فهي من جهة فرصة للساكنة للتعبير عن فرحها وسعادتها بمولد سيد الأنام، وهي من جهة أخرى تختصر حقائق تاريخية رسمت تاريخ تفركالت ، هذا القصر الفريد ودرعة، بصفة عامة.. كما أنها من جهة ثالثة فرصة لرواج اقتصادي داخلي وتشجيع على السياحة الداخلية.. إذ تعرف المناسبة توافد عدد كبير من المواطنين والمريدين والفقراء والمساكين.
 فالمهرجان يؤكد الأستاذ محمد أيت لمعلم فاعل جمعوي ومهتم بالشأن الثقافي للمنطقة له أصول وتاريخ وامتدادات، ففيما يخص الإسم "الهرمة" فهو مأخوذ من القول المشهور: 

كان هنا قبلنا عند    شيخنا جينا ضيف الله


    فكلمتا (كان هنا) تم مزجهما وتحريف نطقهما حتى صارتا (هرمة)، كما أن لهذه التسمية علاقة وطيدة بالمدفع الذي يحمله الرجال بين أيديهم أثناء أدائهم لرقصة الهرمة، والمعبر عن القوة والاستعداد للدفاع عن الأرض والوطن.
أما فيما يخص أصل هذا المهرجان وبدايته الأولى فيؤكد الأستاذ أن الشيخ الصالح الورع أحمد بن أحمد وهو من شيوخ المرابطين قدم من زاوية ملال قرب الكيلومتر 14 في الطريق إلى زاكورة واستقر بقصر تفركالت من أجل التعليم والتدرير، رفقة أخيه عبد الرزاق بن أحمد الذي استوطن بقصر تالوين القريب من تمنوكالت، فأسس زاوية أصبح لها فيما بعد سبعة فروع، زاويتين بتازارين، واثنتان بإمغران، وواحدة بتفركالت، وأخرى بتالوين، فيما السابعة بملال.. وتؤكد الرواية أن الأخوين كانا يتبادلان الزيارات في الصباح والمساء قصد تدارس بعض القضايا العلمية وصلة الرحم، وكانت هذه الزيارات تكون بشكل جماعي، حيث يكون برفقة الشيخ مريدوه وتلامذته، لكن الصراع التاريخي بين القصرين جعل هذه الزيارات تقل وتضعف بحكم القلاقل والاضطرابات الأمنية، إلى أن أصبحت بعد ذلك سنوية مزامنة لذكرى المولد النبوي، أي أنها تتم في اليوم السابع تحديدا من شهر ربيع الأول، حيث يقوم الشيخ محمد بن عبد الله بن أحمد الحفيد القاطن بقصر تفركالت رفقة تلامذته ومريديه، إلى جانب بعض الجنود الذين يوفرون لهم الجماية في الطريق، بزيارة ابن عمه الشيخ يحي بن أحمد بقصر تالوين، والذي يخصص لهم استقبالا حارا.. يعقبه عقد حلقات علمية، الغرض منها إجازة التلاميذ الجدد، وأخرى لقراءة الأوراد، وخاصة دليل الخيرات، بعد الانتهاء يتم إكرام الضيوف بوليمة، تعبيرا عن الكرم وحسن الضيافة، حيث تتطوع كل عائلة بإخراج وجبة غدائية إلى ساحة الدوار، وغالبا ما تكون عبارة عن كسكس باعتبارها الوجبة التي يتجمع حولها الأفراد، أضف  إلى ذلك كونها الوجبة المحببة لدى التلاميذ والمريدين والجنود المفارقين للأهل والأحباب.. بعد إخراج هذه الوجبات يتم جمعها والتحلق حولها لتناولها بشكل جماعي، تتويجا للمهرجان، في حفل ديني فني بديع، يتم خلاله إنشاد الأمداح التي تتغني بالنبي العدنان... فيلعب الجنود ويطلقون الرصاص في الهواء فرحا وإظهارا للقوة والشجاعة، المستبطنة للتخويف.. ويمكن اعتبار تلك الحركات التي كان يقوم بها أولئك الجنود بمثابة إرهاصات أولى لرقصة الهرمة.

    وفي رواية ثانية لها علاقة وطيدة بالموضوع يفيد الشيخ محمد بن لحسن أيت لمقدم المعروف بـ "حمامو" من وجهاء وشيوخ قبيلة تفركالت، والبالغ من العمر 80 سنة أنه وفي إطار هذه الاحتفالات الدينية، وبحكم كون قصر تفركالت كان يمثل مقر السلطة التنفيذية للقواد الذين تعاقبوا على حكم المنطقة قبل وأثناء الاستعمار كالقايد الحسن والقايد المداني والقايد عبد الرحمن والقايد محمد وابنه أبو بكر وحفيده علي، بينما كانت تالوين مقر السلطة التشريعية، يحكي الشيخ احمامو أنه تم الحكم على شاب من أولاد يحي بالقتل، وتم بعثه إلى قصر تفركالت لتطبيق الحكم، وصادف موعد إعدام هذا الشاب ذكرى المولد النبوي الشريف، فتم تأجيل تنفيذ الحكم إلى ما بعد الاحتفال بالذكرى، حتى يتسنى للجميع الفرح بالمناسبة، لكون الأحكام كانت تطبق علنيا وسط الساحة، وهو ما يبعث على الجزن والخوف، وذكرى المولد مناسبة للفرح والسرور، فما كان من الشاب المحكوم عليه بالإعدام، يضيف الشيخ احمامو، ونفس الرواية أكدها الأستاذ أيت الملعم، إلا أن طلب من مراقبيه تنفيذ أمنيته الوحيدة بعد الحكم عليه بالإعدام، وهي أن يشارك الساكنة احتفالاتها بالذكرى، فتم قبول طلبه لتخفيف وقع الحكم عليه، إلا أن الشاب استغل هذه الفرصة لما كانت الأناشيد تنشد والأهازيج تردد، وبحكم أن هذه الاحتفالية تكون على شكل جلزوني دائري استغل الشاب فرصة قربه من النساء وهو وسط الصف الحلزوني فنظم أبياتا شعرية مؤثرة وجهها للنساء الفركاليات يتوسل من خلالها منهن التوسط له للعفو عنه، منها هذا البيت الذي لا يزال يردد في هذه الاحتفالية إلى اليوم: 

آلفركاليات أنا خديـــــــــــــــــــــــمكم عبد بلا ثمن

رسالة مؤثرة وجدت صدى في قلوب النساء الفركاليات، التي أشفقن عليه، وعقدن اجتماعا خلصن من خلاله إلى نتيجة مفادها التوسط للأسير لدى زوجة أحد أشراف قصر تفركالت المسمى أشاريد، والذي كان يشغل منصب مستشار القايد آنذاك... خطوة كانت نتيجتها عدم تنفيذ الحكم حقيقة، إذ أطلق سراح الشاب، شريطة خروجه من القصر إلى وجهة غير معروفة، وإشاعة خبر إعدامه بين الناس لإيهام السلطة التشريعية في قصر تالوين بأن الحكم تم تطبيقه..

    وبالنظر إلى هذه الرواية يؤكد الدكتور عبد الكريم الفزني الباحث في شؤون التراث الشعبي الدرعي أن هذه الرواية تأكيد ودليل على مشاركة المرأة الدرعية في صنع القرار السياسي، وتدبير الشأن المحلي، باقتراحاتها وتفاعلها مع الأحداث بشكل إيجابي، يتيح لها إسماع صوتها، والتعبير عن رأيها الذي غالبا ما كان يجد طريقه إلى التطبيق، على خلاف ما يتم تسويقه والترويج له بأن المرأة الدرعية ظلت حبيسة البيت والمنزل، لا دور لها سوى الإنجاب والقيام بأعمال البيت..  

    بالرجوع إلى طريقة الأداء فهرمة رقصة فلكلورية شعبية تقليدية يقدمها عدد كبير من الرجال دون النساء، يرتدون الزي التقليدي (الجلابة والبلغة والخنجر والعمامة..) مرددين أهازيج وأمداح نبوية تجمع بين الديني والسياسي والتاريخي والاجتماعي

أهــل الساحل والسودان            أرجـــــــــــــال مغيميغـــــــة
كــن معانا يا سيدنا علي            يـــــا هــــــزام الكــــافـــرين
حـــنا فــــي طــاعة ربي            وطـــاعته مـــولاي السادس
حـــنا فـــي طـــاعة ربــي             وطاعته مـــــولاي السلطان
الملــــوك كلهم شـــاهدين           علينا طــــايعين السلطــــان

   أهازيج تنشد بشكل جماعي، حيث يبدأ الرجال في ترديدها على شكل حلزوني، منطلقين من أمام منزل أمغار، والزاوية حتى تتاح لنساء الشيخ التفرج خاصة وأنهم يظلون في ساحة الزاوية حوالي ساعة ثم ينطلقون في اتجاه ساحة القصر، الواسعة والخاصة بالأفراح، مارين بشارع واسع كبير، يتيح للنساء تتبع المشهد من النوافذ وأسطح المنازل.. بعد الوصول إلى الساحة المزينة بجريد النخيل والأعلام الوطنية والبخور يستمر الرجال المشاركين في هذا الطقس في الطواف والدوران داخل الساحة بشكل حلزوني، تتعالى أصواتهم وتزداد حدتها بإيعاز من لمقدم رئيس الفرقة الذي يكون في مقدمة الركح، حاملا العلم الوطني بين يديه، بحركاته الموزونة والمدروسة، بينما يحمل باقي أعضاء الفرقة مدفعا من خشب دليلا على القوة والشجاعة والاستعداد للتضحية في سبيل الأرض والوطن، وتحكي الروايات أن هذا المدفع كان في بداية الأمر حقيقيا، بحكم أن بعض شباب المنطقة كانوا يشتغلون بالمنجم، وهو ما يتيح لهم الحصول على البارورد الذي يستعمل في حشو المدفع، كما أن أولئك الشباب كانوا ميسورين من الناحية المادية، مقارنة مع أقرانهم المزاولين للفلاحة داخل القصر والقصور المجاورة.. إلا أن المقاربة الأمنية اقتضت استبدال المدفع الحقيقي بمدفع مشابه من خشب، يكون في متناول الجميع ورامزا إلى دلالة المدفع الحقيقي.

وبخصوص أداء وشكل رقصة الهرمة يعلق الدكتور الفزني بأن التأمل فيها وطريقة أدائها، يوحي بأن هنالك تشابها كبيرا بين هذه الرقصة ورقصتي السليسلة المرتبطتين بالروحى والتبوريدة، مما يعكس ذلك التلاقح الثقافي بين الأجناس المستوطنة لواحات درعة، وقدرة الفن على توحيد ما تفرق في القبائل والشعوب، إنه الفن الذي لا يعترف بالحدود التي أصبحت تكبل الإبداع والمبدعين.. رقصة اعتبرها من جهة أخرى الأستاذ أيت المعلم أقوى تعبير وإشارة على الدفاع المستميت لقبائل درعة على العرش العلوي المجيد فحمل المدفع والتلويح به في السماء يوحي بأن المواطن الدرعي في استعداد دائم للحرب والدفاع عن الوطن والعرش، يزكي هذا الطرح الكلمات التي يتم ترديدها: 

حـــنا فــــي طــاعة ربي             وطـــاعته مـــولاي السادس
حـــنا فـــي طـــاعة ربــي             وطاعته مـــــولاي السلطان
الملــــوك كلهم شـــاهدين           علينا طــــايعين السلطــــان

     خلاصة القول إن الهرمة فن شعبي متميز بمنطقة تفركالت، استطاع أن يتغلغل في واحة درعة وفي قلوب محبيه، وينسج حول نفسه الحكايات والأقاويل، يختلف عن نظيره عند الروحى والعرب في واحة درعة، لكون الأول يؤدى فنا متكاملا، في مناسبة خاصة، وهي ذكرى المولد النبوي، بينما الثاني فن ارتبط بالأفراح والمناسبات، خاصة الأعراس، بل قد يكون وسيلة لمشاركة صاحب العرس أفراحه من قبل الأصدقاء والأحباب.. ليبقى السؤال عن حقيقة الهرمة مفتوحا دائما لتجذره التاريخي، وشح المعلومات، بله كونه فنا شفويا بامتياز.. فما حقيقة فن الهرمة بتامنوكالت؟

السبت، 4 أبريل 2015

تــحــول...
عذرا لا أسلم على الرجال...
كلمات نزلت على أيوب كالصاعقة، لم يتوقع ردة الفعل هذه منها أبدا...خاصة وأن صديقته حياة تمتدحها دائما أمامه... شلت يده الممدودة ونظر إليها بشزر.. حاول أن يقول شيئا يداري به غضبه، لكنه لم يستطع، كان كمن شج بنصل معقوف في حلقه.. ابتلع ريقه بصعوبة ونظر إلى صديقته حياة نظرة استفهام... واصل طريقه إلى جنبها، حاول الالتصاق بها قدر الإمكان وكأنه يحتمي بها أو يستمد منها قوة إضافية.. أسئلة كثيرة تنهشه.. كيف تمتنع هذه الفتاة عن تلقف يده وتحيته ؟ وهو من هو.. أيوب.. محط أنظار الطالبات وعاملات النظافة في الجامعة بله الأستاذات أيضا...كيف وقد قبل حياة للتو أمامها.. من تحسب نفسها حتى تواجهه بهذه الفظاظة في أول لقاء له بها ؟ لولا ما عرف به من خفة دم ولباقة لتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، ولكن لكل بداية نهاية يسر  إلى نفسه...
كانت رجاء في هذه اللحظات تفكر في مخرج لهذه الورطة... احمرت وجنتاها خجلا وارتبكت، كانت تسترق النظر بين الفينة والأخرى إليهما، لم تكن لتقوى على قول شيء... كانت كعصفور جريح مهيض الجناح... فجأة رفعت يدها اليمنى مشيرة إلى طاكسي صغير أن توقف... استغربت حياة لرد الفعل هذا غير المتوقع...لكنها أدركت فيما بعد أن زميلتها تبحث عن مخرج.. فتساءلت:
-         إلى أين رجاء؟
-         تذكرت أني على موعد مع زميلة في الحي الجامعي... إلى اللقاء..
لم تنتظر جوابا... لوحت بيدها واندست في المقعد الخلفي للطاكسي.. حملقت حياة ورفعت منكبيها في استغراب شديد.. أما أيوب فودعها بنظرة ملؤها الوعيد والإعجاب والفضول...
لم تكن رجاء لتعلم أن هذا اللقاء سيغير كل شيء في حياتها.. هكذا بدأت خيوط الحكاية التي  تتذكرها بمرارة وأسف فكيف انتهت؟
ما زالت تذكر كيف تجرأت حياة أقرب وأحب صديقة إلى قلبها على مفاجأتها تلك الليلة بما لم تتوقعه أبدا، بل لم تكن لتفكر فيه حتى..
كانت لتتوقع كل شيء منها نظرا لتكوينها والوسط الذي تربت فيه..فحياة نشأت في وسط منفتح نوعا ما مقارنة معها هي التي ولدت وترعرت في أسرة محافظة في قرية جنوب المغرب... لا تزال تنظر إلى الأنثى على أن مكانها الطبيعي هو المنزل.. لهذا تعيش رجاء في قرارة نفسها نوعا من الصراع كلما قاومت تلك الرغبة والنزوات الشبابية التي تعتري الشباب في سن المراهقة بين الفينة والأخرى.. غالبا ما كانت تشرد بذهنها كلما تأملت حياتها وحياة باقي الطالبات وخاصة حياة...لكن الأمل المنغرس في أعماقها وطبعها الصحراوي يمنعانها دائما من الإقدام على تصرفات قد لا تحمد عقباها..
-         رجاء.. لا أدري كيف أقول لك هذا.. ولكن أيوب أخبرني في لقائنا الأخير بأنه يرغب في الزواج بك...
نظرت إليها رجاء في وجوم.. حاولت أن تقول شيئا لكنها لم تستطع ذلك.. فانقلبت الصدمة إلى هستيريا من الضحك وقد دست وجهها بين كفيها..
-         عفوا ماذا قلت حياة...أيوب صديقك أنت يرغب الزواج مني أنا ؟؟
ماذا أسمع يا ربي..هل أنت بخير حياة.. ألم تجدي موضوعا آخر للمزاح غير هذا.. أوصل بك الحد إلى التهكم بنفسك...
-         أنا أيضا مثلك.. أصبت بصدمة كبيرة.. لم أتقبل هذا في بداية الأمر...لكن أيوب تغير كثيرا وأصبح هذا الموضوع حديث لقاءاتنا المتكررة.. لقد أدركت منذ لقائي الأول به أنه لا يحبنبي ولن يحبني أبدا، أنا مجرد صديقة عابرة بالنسبة له...حاولت مواجهة قدري عل الأيام تغير شيئا، لكن ذلك لم يفدني في شيء، لم أستطع امتلاك قلبه كما ملك قلبي أنا، أيقنت بأن قلبه لم ولن يرفرف لي أبدا، هذا هو الكابوس الذي حاولت إبعاده عني لكنه ظل يطاردني في حلي وترحالي، في نومي ويقظتي، حاولت طوال هذه السنوات أن أكون أو أبدو على الأقل سعيدة أمامك وأمام زميلاتي، لكن الحقيقة أنني أتعذب وأتألم باستمرار..كيف لا  وقد فقدت أعز ما أملك شرفي وقلبي، أنا جثة بلا روح يا رجاء... أنا عصفورة مهيضة الجناح..صدقيني..تعبت تعبت..وانخرطت في البكاء كطفلة صغيرة تهشمت دميتها الجميلة..
تأكد لرجاء أن نبرة زميلتها صادقة، حاولت أن تفهم وتستفسر أكثر، لكن دموعها غلبتها لم تستطع مقاومة هذا الإحساس الذي اعتراها، أحست بصداع شديد رغبت في أن تمنحها قلبها، فأقبلت على صديقتها وحضنتها بقوة فما أحوجهما معا إلى صدر حنين إلى لغة جسدية تفهمهما ويفهمانها.. تعالى النحيب والنشيج والآهات، سالت دموع الألم ومعها الآمال والأحلام.. كانت حياة تصرخ من أعماق أعماقها بصوت مبحوح..

يتبع...


  

الجمعة، 27 مارس 2015

محاولة لتحليل نص قصصي  (شجيرة الورد)
    تعتبر القصة في العصر الحديث خير وسيلة للتعبير عن مجموعة من التفاعلات والقضايا المطروحة في المجتمع، تعرف عليها العرب أواخر القرن 19 بفعل الاحتكاك الثقافي بالغرب، عن طريق الترجمة، والبعثات الطلابية، وظهور الطباعة، والصحف والمجلات. ومن أبرز روادها، عبد الكريم غلاب، ومحمود تيمور، وصاحب النص زكريا تامر، الذي جاءت قصته هاته مفتقرة للعنوان، لذا قمنا بصياغة مجموعة من الإشكاليات، من بينها: إلى أي حد عكس النص العناصر الأساس للفن القصصي؟
وهل أفلح السارد في استحضار جل مقومات القصة ؟

    إن السارد بدأ قصته هذه بجلوس رجل حزين وجائع قرب شجيرة ورد أبيض في الحديقة، ومن خلال ذلك اتخذ النص مسارا عاديا، ليبرز الحدث الطارئ والمثير بمحاولة شجيرة الورد مساعدة الرجل الحزين، لكن ذلك الرجل تعامل مع الوردة بفظاظة وغلظة، ليخلص السارد إلى أن الوردة تأثرت وتغير لونها من الأبيض إلى الأحمر لشدة خجلها، مستثمرا بذلك المتن الحكائي، وهو موضوع اجنماعي، عبر عنه السارد بشكل مميز، كما أنه زاوج بين القوى الفاعلة والشخصيات، فشجيرة الورد تتميز بالرقة والصفاء والطهر والبراءة.. أما بالنسبة للرجل فيتصف بالفظاظة والغلظة والجوع والغضب.. بالإضافة إلى أن هذه الشخصيات أو القوى الفاعلة تتحرك في فضاء عام، وهو الحديقة، التي تتسم بالهدوء، والهواء النقي والجمال والانفتاح.. وكل هذه الأحداث وقعت في الماضي، لقول شجيرة الورد: "كنت في قديم الزمان.." كما نجد الحوار موجودا بين الشخصيات، وهو إما داخلي (الحزن، الجوع، الغضب، البراءة..)، أو خارجي بين شجيرة الورد والرجل الحزين، والذي من خلاله بسط القاص الأضواء على الشخصيات لتكشف عن نفسها.. ولقد نسج السارد هذه القصة بنسيج متكامل ومتناسق، وذلك راجع إلى الأساليب الموظفة في القصة، وأدوات الربط الموظفة، ولغة القصة البسيطة والمشوقة.. هذا المزيج من العناصر أسهم في تجسيد الأحداث وتحريكها وصبغها بألوان زاهية.. وما زاد القصة جمالية وبهاء اعتماد تامر من حيث البناء الفني للأحداث الطريقة التقليدية، إذ ظل وفيا للأقانيم الثلاث..
    مسك الختام، لقد حاول السارد أن يقربنا من قضية اجتماعية تكمن في عدم الاعتراف بالجميل، وقد وفق في ذلك، باستحضار أهم مقومات القصة من حوار، وأحداث، وشخصيات، وزمكان.. وبحق إن القصة أضافت للأدب العربي إضافة نوعية، بمعالجتها لأهم قضايا المجتمع.. فاستحقت بذلك فعلا أن تكون أقرب الفنون النثرية السردية للتعبير عن روح العصر..    



مقدمة للنص القصصي النظري

تعتبر القصة فنا من الفنون الأدبية النثرية السردية، ظهرت أواخر القرن 19، بهدف التعبير عن قضايا وواقع المجتمع، وقد عرفها العرب بفعل عدة عوامل، نذكر منها: ظهور الطباعة والترجمة وانتشار الصحف والمجلات والبعثات الطلابية، بالإضافة إلى رغبة المجتمعات العربية في إيجاد مادة أدبية، من خلالها يقوم القاص بالسرد والتعبير عن الظواهر الاجتماعية المنتشرة في مجتمعه.. ومن أهم رواد ها الفن، نجد كلا من عبد الكريم غلاب، ونجيب محفوظ، ومحمد إبراهيم بوعلو.. فما القضية التي يطرحها النص ؟ وما الأساليب التي وظفها الناقد لعرض القضية ؟ 

الأحد، 8 يونيو 2014



تلخيص فصول ظاهرة الشعر الحديث ــ

مدرسة المهجر
تتميز مدرسة المجهر بكونها تربت بأحضان الحضارة الغربية وعاشت تجربة الغربة بما ينعكس على إبداعاتهم ومن أبرز رواد هذه المدرسة جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإليا أبو ماضي وقد وسعوا مفهوم الوجدان ليشمل الحياة والكون انطلاقا من فكرة وحدة الكون وإمكانية الارتقاء بمكانة الفرد لتسمو إلى درجة رفيعة وقد اعتبر جبران خليل جبران أن الشعر تأمل في النفس البشرية .وفهمها يؤدي إلى فهم الكون إلا أننا نلمس في أشعار المهجريين نزوعا إلى تيمات الهروب من الواقع واليأس والإحباط عكس ما ذهبوا إليه نظريا من وحدة الكون .وهو نفس النهج الذي سار عليه إليا أبو ماضي إدا اعتصم بالخيال ورأى فيه حلا وهروبا من الواقع المزعج فركن إلى القناعة حينا والاستسلام والخضوع أحيانا أخرى. وقد قدم المجاطي مجموعة من النماذج الشعرية لإثبات صحة ما ذهب إليه.
جماعة أبولو

تراوحت مواضيع هذه المرحلة بين التغني بالحب والبهجة والطبيعة والفشل واليأس.ورغم وجود بعض الأشعار ذات الطابع الموضوعي عند أبي شادي إلا أن الجانب الطاغي هو النظرة الذاتية إلى هذه المواضيع وقد تميز الشعر عنده بالتغني بالمرأة والحب لكن فشله فيه سيتحول إلى فشل في الحيات ويأس وإحباط وقد جاءت بعض أشعار هذا التيار مشحونة بالمعاناة والألم وتميزت بعكس الأحاسيس الذاتية.وقد قدم المجاطي نماذج شعرية في هذا السياق. وقد انتهى إلى أن ما يعتد به من أشعار مدرسة أبولو هو الشعر الذاتي الذي يتغنى بالمرأة والحب والحنين أما الشعر القومي عندهم فلا يعتد به لأنه لم يصدر عن وعي بمتغيرات الواقع بالمجتمع العربي كما عرفه شعراء الإحياء كحافظ إبراهيم .= وهكذا ينتهي المجاطي إلى أن موضوعات الشعر الرومانسي تميز بالسلبية من خلال الهروب من الواقع وسيادة اليأس والإحباط والقلق والألم بما سيؤدي بهذا التيار إلى الفشل في بداية تجربة شعرية متميزة تستطيع أن تبرز في وجه قوة التيار التقليدي.

القسم الثاني: نحو شكل جديد
لقد ركز المجاطي في الفصل الثاني على إبراز أهم خصائص التيار الرومانسي من حيت شكل القصيدة إذ بدأ بالإشارة إلى أن الشعر الرومانسي هو التعبير عن الإحساس الذاتي وتحرير القريحة الشعرية مما جعلهم يلجؤون إلى لغة سهلة وبسيطة أقرب إلى لغة التداول ويعتمدون صورا تعبيرية عن الإحساس وتعتمد الخيال وتعبر عن هروب الشاعر إلى الحياة والوجود وقد لخص الكاتب أهم التغيرات في شكل القصيدة فيما يلي:
1)
على مستوى اللغة: التعبير بلغة سهلة وبسيطة أقرب إلى لغة التداول إلى درجة نعتوا بالضعف في هذا المجال إلا أنهم اختاروا تلك اللغة البسيطة في رغبتهم في تحرير الشاعر وإحساسه من التكلف كما هو عند الإحيائيين كما أنهم يرغبون في التأثير في أكبر عدد من المتلقين.
2)
الصورة الشعرية: تم توظيف الصورة الشعرة للتعبير عن الإحساس وتقوم هذه الصورة على الخيال وتبرز هروب الشاعر إلى الطبيعة كما تعكس نظرته إلى الوجود والكون إلا أن المجاطي يؤاخذ على الرومانسيين أن صورهم لم تكن إبداعا ذاتيا وتعبيرا فعليا عن إحساسهم بل قلدوا بعض الشعراء العرب القدامى ولم تنبع عن تربة ذاتية لها مميزاتها.
إيقاع القصيدة : لقد حاول الرومانسيون إجراء عدة تغييرات على إيقاع القصيدة العربية كالتحرر من وحدة الروي والقافية من أجل تحرير القريحة الشعرية من القيود كما لجأوا إلى المزج بين البحور ونظم قصيدة واحدة على أكثر من إيقاع إلا أن هذا التغيير لم يكن جوهريا وكافيا لإعطاء بصمة متميزة لتجربة الشعر الرومانسي من حيث الإيقاع . وينتهي المجاطي إلى فشل التجربة الرومانسية مضمونا وشكلا لأن مضامينها كانت سلبية وهروبية كما أنها لم تستطع تحقيق تجديد مهم على مستوى الشكل فانتهت إلى الفشل لتبدأ تجربة جديدة بالتشكل مع نكبة فلسطين ونهاية الحرب العالمية الثانية مع انهيار النموذج التقليدي وظهور الشعر الحديث
 .
الفصل الثاني : تجربة الغربة والضياع
بدأ المجاطي بالحديث عن الظروف العامة لظهور الشعر الحديث إذ بعد نكبة فلسطين والهزائم المتتالية أمام تجربة جديدة للشعراء المضطلعين على الثقافات الغربية والشرقية المنفتحين على القيم الإنسانية المستفيدين من كل الحضارات بأساطيرها ودياناتها بفلسفاتها وتصوفها بما سيجعل الشعر عندهم تعبيرا عن التجربة الذاتية ذات الطابع الإنساني العام كالحب والكراهة والمعانات والاضطهاد ومن خلال هذا الشعر سيعبر الشاعر العربي عن غربته وضياعه في سياق مفهوم جديد للشعر لا يكتفي بتصوير الواقع ونقله أو التعبير عن
الإحساس اتجاهه بل أصبح الشعر وسيلة للاكتشاف ومغامرة و للبحث عن طريق الخلاص من هذا الواقع من خلال التركيز على العالم المنشود من خلال توظيف تجربة خصبة وثقافة واسعة ، وقد أصبح الشاعر مستوعبا للواقع الجديد ومضامينه المستجدة بما فرض عليه البحث عن شكل تعبيري جديد من خلال تفجير القصيدة القديمة فبرزت عدة محاولات وتجارب حتى استقر للشاعر الحديث شكلا يتناسب وواقعه والمضامين المرتبطة بهذا الواقع ليتمكن من التعبير عن تجربته ذات الطابع الإنساني العام وقد تمظهر الضياع والغربة في أشعار المحدثين من خلال الغربة في الكون و المدينة والحب والكلمة
الفصل الثالث : تجربة الحياة والموت

إلى جانب التعبير عن الغربة والضياع حمل الشعر الحديث جدلية مترابطة وهي الحياة والموت ولم تكن الموت استسلاما أو انتحارا بل قنطرة لحياة جديدة أفضل من الأولى فالموت هو وسيلة لقتل كل ما هو سلبي لانبعاث الإيجاب والأمل , وقد شملت هذه الجدلية أغلب قصائد الشعر الحديث لتمييز الشاعر فيه بروح الثورة على كل ما هو سلبي ونشدان كل ما هو إيجابي وإحيائه وبعثه ومن تم قتل الواقع المزري للإنسان العربي وإحياء الواقع الذي ينشده الشاعر المتميز بالثورة المستمرة وقد قدم المجاطي مجموعة من النماذج المبينة لطبيعة الحياة والموت عند الشعراء الذين هيمنت على أشعارهم نظرة التردد والشك. وقد سعى الشعراء المحدثون إلى الإقناع بأن الموت طريق إلى الحياة من خلال استثمار الأساطير والديانات الإنسانية , والتركيز على ما يهم الصراع بين الخير والشر والذي ينتهي بانتصار الأول وكل هذه الوسائل اعتمدها الشاعر الحديث من أجل الإقناع وقد قدم المجاطي نماذج شعرية لتأكيد ذلك:حيث قدم المجاطي مفهوم الحياة والموت عند أدنيس المحتقن بفحلة الماضي العربي والمؤمن بإمكانية البعث محاولا اكتشاف الطريق إليه عن طريق البحت في الرماد عن رأس أمته لبعتها من جديد وقد اكتشف أدنيس عمق الانهيار الذي يعانيه الواقع العربي لكنه ظل يؤمن بإمكانية بعث حياة من رماد هذا الواقع .ولا يمكن فهم مفهوم الحياة والموت إلا من خلال مفهوم التحول الذي هو طريق إلى تحويل الموت إلى الحياة من خلال البعث أي أن التحول هو القنطرة الرابطة بين الموت والحياة بين السلب والإيجاب بين الشر والخير أما عند خليل حاوي فقد ركز على المعاناة نتيجة طول انتظار التحول ,إذ لم يفرز الموت في الواقع العربي أية حياة بما سبب معاناة سيكشف عنها الشاعر في قصائده مركزا على المظاهر السلبية التي حاولت دون التحول من الموت إلى الحياة.
الفصل الرابع :الشكل الجديد1)


اللغة:

بدأ المجاطي بالإشارة إلى التغيرات التي عرفها الشعر الحديث الثائر على الأشكال العربية القديمة لأنها تقيد الشاعر ولم تعد مناسبة للتعبير عن ذاته وواقعه وتطلعاته فابتكر شكلا جديدا يتناسب ورغبته التعبيرية وحالته النفسية فسار لكل شاعر تجربته التي يكتشف من خلالها آفاقا جديدة ويبني أسسا مستجدة إلا أن ذلك لا ينفي وجود ثوابت وقواسم مشتركة بين كل القصائد وكل الشعراء. إن التأمل في لغة لشعر الحديث تجعلنا نميز بين ثلاث أنماط من اللغات :
أ) لغة تقليدية فصيحة تحافظ على المفردات التقليدية.
ب) لغة أقرب إلى لغة التداول سهلة وبسيطة للوصول إلى الجماهير
ت) لغة بعيدة عن لغة التداول تعتمد مفردات قديمة تحمل مضامين جديدة.

2
) اللغة الشعرية :
والحاصل في معالجة المجاطي للصورة الشعرية أنه خلص إلى ثلاث تجليات لها في الشعر الحديث
أ)توسيع أفق الصورة نفسها لتصبح أكبر وأدق على ضم الاحتمالات المتصلة بأعماق التجربة الشعرية
ب) الحد من أفق الصورة وذلك بأحكام ما يجمع بينها وبين بقية صور القصيدة قصد الابتعاد عن النزعة التقريرية
ت)إزالة المسافات الزمنية والمكانية عبر تغذيتها بالرموز والأساطير القديمة.
3) الإيقاع: بعد أن أشار المجاطي إلى خصائص الإيقاع التقليدي سيبين مميزات الإيقاع الحديث الذي اتبع نظام الأسطر الشعرية كمقابل للبيت الشعري ويبين السطر الشعري من خلال تكرار تفعيلة واحدة مرة أو مرارا حسب الحالة النفسية للشاعر ورغبته التعبيرية وقد تم أخد هذه التفعيلة من البحور العربية القديمة,كما كسر الشاعر الحديث رتابة الوزن والقافية والروي الذي قد يتغير داخل القصيدة الواحدة مرارا بما يتناسب وحالة الشاعر النفسية وقد ينتقل الشاعر من تفعيلة إلى أخرى في القصيدة الواحدة , ونظرا لضيق السطر الشعري عن استيعاب كل الدفقات الشعورية فقد اتبع الشعراء نظام الجمل الشعرية القصيرة أو الطويلة للتعبير عن دفقاتهم الشعورية . وهكذا يبين المجاطي مميزات وخصائص الشكل الجديد للقصيدة الشعرية الحديثة .