الأحد، 1 يوليو 2012

لماذا انتفض وينتفض الشعب العربي ؟


دخل العالم العربي الماذا انتفض وينتفض الشعب العربي ؟ دخل العالم العربي اليوم في دوامة من الاحتجاجات والثورات العارمة أشعل فتيلها شاب تونسي كادح مقهور يدعى البوعزيزي من تونس الخضراء، لتمتد وتطال شرارتها باقي الدول العربية المتعطشة الراغبة في التحرر والانعتاق...ليوم في دوامة من الاحتجاجات والثورات العارمة أشعل فتيلها شاب تونسي كادح مقهور يدعى البوعزيزي من تونس الخضراء، لتمتد وتطال شرارتها باقي الدول العربية المتعطشة الراغبة في التحرر والانعتاق...

إن نظرة شمولية لواقع الدول العربية اليوم تؤكد أن هناك قواسم مشتركة تجمع هذه الدول في خانة واحدة، وتجعلها عرضة لمزيد من الاحتجاجات والثورات التي قد تأتي على الأخضر واليابس، في وقت أصبحت فيه أبواب الحوار موصدة، وآذان الحكام العرب المستبدين صماء، لا تعي خطورة الموقف وجدية المطالب الشبابية المرفوعة.
لن ينكر أحد أن سنة 2000 ستدرس مستقبلا في الجامعات العربية والعالمية على أنها بداية الانتفاضة والنهضة العربية الشعبية الشبابية الحقيقية بعد سنوات عجاف أعقبت التحرر من الاستعمار الأجنبي والداخلي على السواء...
باندلاع ثورتي الفل والياسمين، وانتقال العدوى لباقي الدول العربية كثر الحديث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الحراك الاجتماعي الباهر، الذي جعل أولئك الشباب المتحمسين يؤمنون ويوقنون بأن الثورة على الأنظمة الجاثمة على صدورهم هي الحل الأمثل والأنجع لتلبية مطالب طال انتظارها، واستقر رأي أغلب المتتبعين على أن دكتاتورية الأنظمة العربية وفسادها يبقى السبب الرئيس وراء هذا الحراك الشعبي غير المتوقع من الحكام

وإذا شئنا التفصيل أكثر يمكن القول إن افتقاد المجتمعات العربية لما اصطلح على تسميته دوليا بالحاجات الإنسانية الضرورية أثمر وعجل بهذه النتائج المحسومة سلفا. فالشباب العربي وفي ظل التطورات التي شهدها العالم مؤخرا وجد نفسه محروما من أبسط الحقوق، لقد أدرك أنه يهيم في عالم افتراضي لا وجود له إلا في مخيلة العقيد وزمرته من الطغاة.

وعندما نتحدث عن الحاجات الإنسانية الضرورية فنحن نقصد بالتحديد:

الحاجة الفيزيولوجية المادية: من أكل وشرب ونوم وملبس، فجل الشباب العربي اليوم يجد صعوبة في تلبية هذه المطالب الأساس لضمان استمراريته إنسانا قبل كل شيء. لن أدخل في تفاصيل البطالة المتفشية والدخل الفردي للمواطن العربي مقارنة بالأموال المنهوبة والفوارق الاجتماعية الصارخة
الأمن: فإذا كان الحكام العرب أنفسهم وهم من هم ثراء وسلطة لا يشعرون بالأمان داخل دويلاتهم، بدليل فتح أرصدة خارجية وتهريب أموال الشعوب وشراء الذمم، فمن أين للمواطن العادي الثقة بهذه الأنظمة ومؤسساتها الهشة العاجزة عن حماية نفسها...
الإحساس بالانتماء: إذا كان الحكام العرب قد تنكروا ويتنكرون لشعوبهم داخليا أو خارجيا بخذلانهم في المحافل الدولية، وتغييب إرادتهم، والإسهام المباشر في وأد الحس الوطني والقومي لشبابهم والتحلل من كل القيم النبيلة تجاه وطنهم وهويتهم العربية، فكيف لهؤلاء الشباب ألا ينتفضوا ويصرخوا بأعلى صوتهم، بله يبحثوا عن بديل، وأدمغتنا العربية المشتتة في أصقاع العالم نتيجة حتمية لسياسات أحادية الجانب.

التقدير والاحترام: ولعل هذه النقطة آخر ما يفكر فيها الزعماء العرب، إذ ينظرون إلى شعوبهم دائما على أنها ملك لهم، ولا سلطة أو مكانة لعبد أمام مملوكه، وكيف لحكام لا يحترمون أنفسهم أن يحترموا ويقدروا رعاياهم.

تحقيق الذات: طبيعي أن كل إنسان في هذا العالم يسعى لتحقيق ذاته، وإشعارها بأنه موجود يؤدي وظيفة، لإدراكه المسبق أنه لم يخلق عبثا بل للعطاء والإسهام قدر الإمكان في ترك بصمة يحفظها له التاريخ. فماذا إذا أحس الشاب العربي بأن آفاق تحقيقه لذاته شبه منعدمة، ماذا ننتظر منه غير الانتفاضة والثورة

ختاما نؤكد أن شعور الفرد بأن حاجة من هذه الحاجات الخمسة الضرورية المترابطة مغيبة يدفعه للبحث عنها بكل الوسائل الممكنة، فما بالك إذا كانت مغيبة بالكامل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق